د.امير فهمي زخاري 

 
واليوم اكلمك عن حكايه شجره الميلاد وارتباطها بأعياد الكريسماس...
 
هناك قصة تأتينا من ألمانيا تحكي عن حارس من حراس الغابات عاد إلى بيته مبكراً ليلة عيد الميلاد ، وكان البرد قارصاً للغاية، فأغلق باب داره وجلس هو وزوجته وابنه "هانز" يستدفئون حول النار، وبعد قليل وعلى غير انتظار سمع قرعاً على الباب، ولمَّا فتحه وجد ولداً صغيراً حافيّاً جائعاً برداناً، فأدخله وأجلسه إلى جانبهم، وبعد العشاء صمم " هانز" على أن ينام الصغير في سريره، وفى الصباح استيقظت الأُسرة على أناشيد ملائكية عذبة، فلمَّا تفرَّسوا في ضيفهم إذا بوجهه متجلياً.
 
لقد كان يسوع الطفل! وعند باب الدار اقتطع فرعاً من شجرة تنوب وغرسها في الأرض وقال لهم: اُنظروا لقد تقبّلت ضيافتكم بفرح وهذه هديتي لكم، فمن الآن ستحمل هذه الشجرة ثمرها في موسم الميلاد، وتظل خضراء على مدار السنة، وسيتوفر الخير عندكم دائماً ، فحق على هانز وأبويه قول المسيح: " بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ " (مت40:25).
 
ومن سنة 1605م- انتشرت العادة في ألمانيا أولاً ومنها إلى بقية الدول الأوربية فالأمريكية، ثم إلى الشرق بإقامة شجرة وتزيينها وإضاءتها، وقد عُرفت باسم " شجرة الميلاد "، وبجانب الشجرة يُزين كثيرين في الغرب منازلهم بوضع أكاليل مصنوعة من نبات يُسمّى " مثلو Mistletoe " * على الأبواب.
 
أمَّا في العصر الحديث فتقليد شجرة الميلاد، وتزيينها بالألعاب والشموع وقطع الحلوى، لم ينتشر في جميع أنحاء أوربا إلاَّ ابتداء من (ق 16م)، أمَّا انتقال هذا التقليد إلى أمريكا بعد اكتشافها فقد تم في نهاية (ق 18م) على يد جنود ألمان، كانوا يحاربون إلى جانب الإنجليز أثناء حرب الاستقلال، ولم تدخل شجرة الميلاد إلى تقاليد البيت الأبيض إلاَّ في عام (1890م)
 
كل سنه وانتم طيبين وبخير وسعادة ربنا يبارك حياتكم..