زهير دعيم
نعم لا بدَّ من كلمة حقّ نقولها ؛ نقولها في برامج ليالي " عيد ونبيد " التي تعطّر فضاء حياتنا منذ سنين عديدة ، هذه الليالي التي أصبحت جزءًا من عبلين ومن الميلاد المجيد ومن التراث الملوّن بالعطاء .
فليالي عيد ونبيد أضحت تراثًا ووشمًا جميلًا على جبين ليالينا الميلاديّة ، فالعطاء بلا حدود والأطر المجتمعيّة والدّينية والادبيّة والتراثيّة والأسر الكشفيّة الجميلة تزرع البسمات على كلّ الوجوه مجّانًا وبدون مقابل ، تدعو ، تنادي وأحيانًا تترجّى.. تفضلوا .. كلّه من خيركم ومن تبرعاتكم...
تعالوا فالكستناء المشويّة تصدح وتناديكم ، والكُنافة الطيّبة والساخنة في صحون تدعوكم ، والبطاطا وخبز الصّاج والنقانق والأسماك واللحوم والساندويشات المُنوّعة والمتنوّعة من تحت يد أفضل شيف تصرخ اليكم : التهموني ..
ناهيك عن الفنّ الجميل ، فقاعة الروم الأرثوذكس – عبلين ترفل وتتزيّا وستتزيّا في الليالي القادمة بأجمل الزينات وستعطّر اجواءنا بفعاليات للطفولة وللشباب والكبار والصغار التي سترسم حتمًا البسمة على كلّ الوجوه..
أكاد أضيع في خضم الأزقّة التي تغصّ بالمئات في كلّ ليلة فأحيانًا لا جد معبرًا لأصلَ الى " عقودة دار ناصر" الجميلة والأثرية والتي أصبحت بعلبك الجليل بل قل بعلبك الارض المُقدّسة ، فترنيمة هنا وأغنية هناك وأووف هنالك ورقصة في الزوايا البعيدة وطفل المغارة هو هو بيت القصيد ، فالمولود السّماويّ جاء وحطّ على أرضنا كيما يزرع المحبّة في كلّ القلوب .... فجورج يعانق احمد وجانيت تعانق فاطمة والعبلّيني يستقبل الشفاعمريّ والنصراويّ والطرعانيّ والكنّاويّ على أكشاك العطاء والمحبّة المجانيّة ، وفجأة تسمع من خيمة قريبة جدًا من بيت قدّيسة عبلين " مريم يسوع المصلوب " زجلًا يفرّح القلوب ويرصّع سماء ليالينا الباردة بدُرر الكلام.
أقف عاجزًا أمام من أعطى ويعطي بِلا مِنّة ، وأقصد الأطر المجتمعيّة التي تعطي من قلبها وتسربل حياتنا بسربال قشيب مغمور بالفرح والدفء والمحبّة.
ألف باقة ورد وألف اضمامة فُلّ وشكر أزفّها لكلّ من أعطى ويعطي ، فقد رفعتم اسم عبلّين عاليًا ، حتى بتنا نخجل من مديح الضيوف القادمين من البلدات المجاورة والذين يحملون لنا في قلوبهم حُبًّا جمًّا..
كلّ عام وشرقنا والبشرية برمّتها ترفل بالسعادة وهدأة البال
المجد لله في العلا ، وعلى الأرض السّلام ، وفي النّاسِ المسرّة .