المطران عطا الله حنا: نتمنى أن تنتصر ثقافة المحبة على ثقافة الكراهية والعنصرية؟

محرر الأقباط متحدون
القدس – قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك عددا من المسيحيين السوريين الذين باتوا يشعرون بالقلق والخوف من مستقبل لا يعرفون كيف سيكون في ظل انعدام الامن والامان ونحن بدورنا نعرب عن ثقتنا الكاملة بالرئاسات الكنسية في سوريا التي تدرك جيدا خطورة وحساسية المرحلة التي تمر بها سوريا العزيزة على قلوبنا ، وهم حريصون بحكمتهم ورصانتهم على الحفاظ على الحضور المسيحي واتخاذ الاجراءات الضرورية من اجل ابقاء هذا الحضور العريق والاصيل وهو مكون اساسي من مكونات الدولة السورية .

اننا نطالب الحكام الجدد في سوريا باتخاذ اجراءات فاعلة وعملية من اجل وقف الاعتداءات على المسيحيين ومقدساتهم وكنائسهم ومقابرهم كما وعلى غيرهم من مكونات الشعب السوري ، فسوريا الجديدة نريدها ان تكون لكل ابناءها دولة مدنية ديمقراطية تصان فيها حقوق الانسان وكرامة المواطن بعيدا عن لغة الاقصاء والتهميش .

المسيحيون في سوريا كما وفي سائر ارجاء هذا المشرق ليسوا جاليات او اقليات وليسوا قبائل وبضاعة مستوردة من هنا او من هناك بل هم اصيلون في انتماءهم لهذا المشرق وهويته الانسانية والروحية والحضارية وبلاد الشام هي مهد المسيحية وفلسطين هي ارض الميلاد والتجسد والفداء وفي انطاكيا سمي المسيحيون مسيحيين ولاول مرة في التاريخ .

من الاهمية بمكان ان يحافظ الحكام الجدد في سوريا على هوية سوريا الحقيقية والتي كانت دائما متميزة بالتعددية الدينية والفكرية والثقافية ، فلا مكان في سوريا للثقافة الطائفية والتحريض المذهبي وهذا ما نتمناه ونريد لسوريا التي نحبها ونتحدث عنها من منطلق الحرص على ان تبقى شامخة ابية موحدة حاملة لرسالة المحبة والاخوة والتلاقي والحوار بين كافة مكوناتها .

ان مظاهر الاعتداءات على بعض الرموز الدينية في سوريا هنا وهناك لا تمثل ثقافة الشعب السوري وهي ثقافة دخيلة وجب معالجتها بالوعي والحكمة والرصانة والمسيحيون السوريون الذين يفكرون بترك بلدهم اقول لهم تمهلوا وفكروا عميقا في قرار من هذا النوع ، فلا يوجد في هذا العالم مكان اجمل من سوريا واجمل من فلسطين ومن هذا المشرق وبهاءه وعراقته .

نصلي من اجلكم لكي يحفظكم الرب الاله ولكي يحفظ لنا سوريا التي نحبها فكلنا ننتمي الى ثقافة بلاد الشام .

من القدس نتمنى لكم الخير ونتمنى ان ينتصر الخير على الشر وان تنتصر المحبة على الكراهية وان تنتصر ثقافة التعايش والتسامح على ثقافة الاقصاء والطائفية والعنصرية.