الأقباط متحدون - ميلاد جديد
أخر تحديث ٠١:٠٦ | الثلاثاء ١ يناير ٢٠١٣ | ٢٣ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٩٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ميلاد جديد

بقلم: نشأت عدلي

 أيامنا تسرقنا وتجري .. ونلهث نحن ورائها .. لم تتوقف لنلحق بها ..  ونحن لم نزيد سرعـتـنا لكي نراها .. ولكنها تجري سريعا جدا حتي إننا نكاد لا نراها .

نري الأحداث أمامنا في إطراد مستمر وفشلت معها كل محاولات الإصلاح .
 
كل كاتب كتب بكل مافيه من إحساس قوي عن أمنياته .. عن رؤيتة في الأفضل .. عما يكون عليه المستقبل المشرق .. ليس لنا ولكن لأبنائنا ..
والذين لم يكتبوا إعتصم منهم وتظاهر منهم ودفع البعض ثمنا لكل هذا ...
والنتيجة ... لا شيئ ..
 
وتجري الأيام والشهور والسنين ... ماذا حدث ؟؟
لا شيئ سوي أن المجموعة التي كانت أقوى هي التي فرضت نفسها علي الجموع .. فشلت كل محاولات التظاهر والإعتصام حتي العصيان الذي كان .. فشل  .. ووصل الجميع إلي حالة الإحباط الشديد وفقدان الأمل التي تمنينا معها  في أن نرجع إلي أول السطر .. نعود إلي ماكان بعد أن سٌرقت كل أحلامنا .. فشل كل تفكير بشري في أن يغير الأوضاع .. ومازلنا نفكر وأهدانا تفكيرنا إلي .. عود علي بدء .. نعيد الكرّة من جديد .. ونبدأ مما إنتهينا منه ..وظل تفكيرنا كما هو ... لم يتغير ولم ينتبه إلي شيئ أقوي من الفكر ذاته .. الله.
 
نسيناه تماما في خضم كل هذا .. تكلمنا كثيرا .. وفكرنا وفعلنا أكثر .. ولكننا لم نترك له الفرصة لكي يتكلم هو نيابة عنا .. لم نتركه هو ليعمل ويرينا قوة عمله وفعله .. وعندما نعجز عن التغيير . نسأله بإستغراب كثير .. لماذا يارب ؟؟ ..نسأله الأن بعد عجزنا .. ولو كنا حققنا مانريد بفعل أيدينا ما كنا سألناه أو حتي تذكرنا وجوده إلا ظاهريا متباهيين بشكره علي نجاحنا نحن.
 
عندما يعجز الإنسان يصرخ إلي الله .. وعندما ينجح ينسى تماما الله .. وظلّ الله في الركن جانبا ..منسيا ..
 
نحتفل بميلاد السنة الجديدة كإحتفالية هزليه نرقص ونغني ونأكل ونشرب ..ناسين أنه هو سيد الإحتفال ..ولولاه ماكان هناك إحتفال .. مثلما نسيناه في البداية هكذا أيضا في كل عمل .. وظل هو منسيا دائما .. ولكن الغريب أنه هو لم ينسانا .. لأن قلبه ليس فيه سوي الحب .. مهما فعلنا أو شردنا عنه هو أيضا بكل الحب يحب ..يترجي أن نترك له أمر لكي يتصرف هو فيه بمعرفته الخافية عنا ..
 
وإذا تذكرنا إننا قبل إختيار قداسة البابا تواضروس الثاني صمنا أيام ثلاثة لكي يختار هو لا نحن .. وأختار الله الراعي الذي يرعي شعبه بحسب قلبه..
أمنية تمنيتها أن يكون عامنا هذا نترك فيه الله يعمل مع صلواتنا الصادقة وأمنياتنا الحقيقية ..  فأمنياتنا كثيرة تزاحمت بدواخلنا ومعها أحلام أكثر تضاربت مع واقعنا ولكن لا شيئ بعيد عن قدرة الله فالغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله لأن كل شيئ به كان وبغيره لم يكن شيئ مما كان
فكل منا له أمنية .. خاصة أو عامة ..
 
- إن أول أمنية لي أنا شخصيا هو دعاء سمعتة من شخص عادي جدا ولكن هذه الأمنية قد زلزلت كياني ... يـارب رجّع مصر ..
 
نعم يارب رجع مصر لينا .. هاتها من تاني .. هات يارب النفس الطيبة لكل من فيها .. رجع يارب القلوب الجميله لأهلها .. رجع المحبة اللى كانت ماليه كل شعبها ..رجع الألفة والمودة .. حرك الحنايا جوانا يارب .. لقد تعبنا شقاقا وخداعا .. لقد إلتعنا كذبا ونفاقا .
 
-        أغلي أمنية للكنيسة الواحدة ... كنيسة المسيح .. أن يلتئم شملها وتجمعها كلمة الإنجيل وحدها ولا تفرقنا الإختلافات ..والبادرة كانت أكثر من رائعة من قداسة البابا تواضروس الثاني بذهابة بنفسة للطوائف المختلفة المحتفلة بعيد الكريسماس .. ومباركة الكهنة بيوم الصلاة علي جبل المقطم وإلتأم الكل تحت قبة السماء في أصوات تصرخ من عمق القلب إلي الله لكي يتحنن علي شعب مصر .. صلاة بدموع القلوب تدعمها همسات الرب في أذان قلوب الجميع تحفيزا لمزيد من نيل بركة الصلوات محققا لنا وعودة .. تحية من عمق القلب لقداستة لبدء لم الشمل .
 
-        ليكن لنا ميلاد جديد في كل أفكارنا وحياتنا .. ميلاد نشعر فيه بتغير حقيقي .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter