حمدي رزق
بشغف مهنى طالعت توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، وبقدر غبطتى بما تضمنه بيان التوصيات من حدب على الحريات الصحفية وحرية التعبير، والغوص عميقًا فى هموم المهنة وتطوير الأداء المهنى والاقتصادى، والبحث عن مخارج واقعية من أزمة استحكمت حلقاتها، ورفع مستوى الصحفيين مهنيًا وماديًا ومعنويًا.
غاب عن بيان التوصيات للأسف أى إشارة من قريب أو بعيد إلى قانون نقابة الصحفيين (القانون ٧٦ لسنة ١٩٧٠) ما أسميه فى العنوان أعلاه «الفريضة الغائبة» عن المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين، وكانت الفرصة مواتية لطرح مشروع قانون جديد يتسق مع الطموح المشروع إلى صحافة تواكب ثورة المعلومات والذكاء الاصطناعى.
خلا بيان التوصيات من الدعوات المستدامة إلى تغيير قانون النقابة، وهو من موجبات التغيير الذى ينادى به الصحفيون منذ زمن طويل، تعوزنى الأسباب، قانون نقابة الصحفيين ليس قرآنًا لا يمسه إلا المطهرون، والصحفيون الأجلاء مؤتمنون على تراث الأجداد، ولن يفرطوا فى حرف من مكاسبهم إذا كان (القانون ٧٦) لايزال يشكل مكسبًا يتشبث به مجلس النقابة، ولا يود تحمل مغبة تغييره بمعنى عصرنته وتحديثه وتخليصه من أعباء ماضوية.
غريب وغير مفهوم ولا مهضوم من مؤتمر تطرق إلى قوانين عدة بطلب إصدارها، أو تحسين جودتها، تتصل بشكل مباشر بمهنة الصحافة، بيان التوصيات تطرق إلى قوانين العمل وحرية المعلومات والإجراءات الجنائية، وقانون النقابة أولى ويحتل أولوية، بل ودلف المؤتمر بجرأة إلى داخل المؤسسات الصحفية يعالج اختلالاتها، وحوكمتها، وبمواقف واضحة لا تحتمل لبسًا فى سياق تمكين الصحفيين من أداء مهنتهم بحرية وأريحية، ما ينعكس إيجابًا على مردودهم المهنى الاحترافى.
إذن لماذا صمت المؤتمر عن قانون جاوزه الزمن، قانون من زمن «الجمهورية العربية المتحدة»، ولايزال من «نصف قرن ويزيد» يحكم صحافة «جمهورية مصر العربية»، قانون تقادم، وعفا عليه الزمن، قانون لايزال يتحدث باسم «الاتحاد الاشتراكى»، ويدعو إلى نشر وتعميق الفكر الاشتراكى والقومى بين أعضاء النقابة وتنشيط الدعوة إليه داخل المؤسسات الصحفية وبين جمهور القراء.
تخيلت أن تغيير هذا القانون المعيب فى حق الصحافة سيحتل قائمة الأولويات فى مؤتمر الصحفيين السادس، يبدو سننتظر المؤتمر السابع بعد عامين، وعلى كلمات الهادى آدم بصوت كوكب الشرق «يا لشوقى واحتراقى فى انتظار الموعد...»!!
غنى عن الذكر، فعاليات المؤتمر تمت فى حرية كاملة دون تدخل من خارج النقابة، وعكف على أجندة المؤتمر كبار مُقدرون، وشارك أطياف الصحفيين من أجيال متتابعة دون إقصاء أو منع، وبينهم نقابيون يُشار إليهم بالبنان، ونُقَبَاءُ خبراء بسلبيات هذا القانون المعيب فى حق الصحافة، راجعوا مواد القانون، لم تعد تلبى أشواق الصحفيين إلى غد مشرق.
من بين التوصيات تشكيل لجان فى مناحٍ شتى لوضع التوصيات محل التنفيذ الأمين، وكلمة فى أذن النقيب الصديق «خالد البلشى»، هل تكرمت ومجلسك الموقر بتشكيل لجنة ضمن اللجان لدراسة مسودة قانون جديد لنقابة الصحفيين، على أمل أن تلحق بالمؤتمر السابع؟ أنا يا صديقى شارفت المعاش، وحكمنا نقابيًا شبابًا حتى المشيب قانون الاتحاد الاشتراكى، وهذا ما لا أتمناه لجيل الذكاء الاصطناعى!.
نقلا عن المصرى اليوم