الأقباط متحدون - شكرا على عدم تهنئتنا بالأعياد!
أخر تحديث ٠٤:٢٩ | الثلاثاء ١ يناير ٢٠١٣ | ٢٣ كيهك ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٩٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شكرا على عدم تهنئتنا بالأعياد!

 بقلم: منير بشاى

 
 هذا المقال  موجه الى المتعصبين الذين يكفرون المسيحيين وينادون بعدم جواز تهنئتهم بالاعياد.  هو لا يخاطب المسلمين المعتدلين فى مصر أو فى العالم وهم الأكثرية وهم أخوة أعزاء وشركاء لنا فى الوطن وفى الانسانية. أما الغلاة الكارهون فهم لا يكرهون فقط المسيحيين ولكن يكرهون ويكفرون حتى المسلمين الذين لا يسيرون على نهجهم.
 
 فإلى من يدعون أنفسهم الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح الذين أصدروا فتوى بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم أقول مخلصا "شكرا لكم ونحن أيضا لا نريد التهنئة منكم".  وحتى ان كنتم قد وضعتم استثناء بجواز تهنئة المسيحيين فى المناسبات غير الدينية، أقول لكم: وفروا على نفسكم العناء، واحتفظوا بكل تمنيات الهناء لأنفسكم فنحن فى غنى عنها فهى لن تمتعنا  بمزيد من الهناء وعدمها لن يحرمنا شيئا منها. تهنئتكم لم يكن أبدا معناها الاعتراف بايماننا، وهى لن تزيد ايماننا تأكيدا، وعدم التهنئة لن ينتقص من ايماننا أو يشككنا فيه.  ومع ذلك سنستمر فى تهنئتكم وتهنئة جميع البشر بأعيادهم حتى ممن يختلفون معنا فى الايمان فالانسانية تتطلب من الجميع الاتفاق على مبدأ هام وهو تكريم الانسان. ومن يكرم الانسان لم يكفر ولم يجرم.
 
وإلى الشيخ محمد القلعاوى عضو هيئة علماء المسلمين، الذى حاول ان يكحلها فأعماها، والذى أفتى بأنه يجوز تهنئة الأقباط من باب الاحسان والبر الذى أمر به الله المسلمين تجاه من لم يقاتلوهم فى الدين أو يخرجوهم من ديارهم. وهو نوع من التحقير لأنه يعتبر تقديم التهنئة للقبطى بعيده احسانا وليس استحقاقا. وهذا ما دعا أحد الظرفاء أن يعلق ساخرا "لله يا محسنين لله..معايدة قليلة تمنع بلاوى كتيرة..هنيالك يا فاعل الخير والثواب!"  فإلى فضيلة الشيخ نقول: شكرا ولكن احسانكم مرفوض فقد أغنانا الله باحسانه ما يكفينا عن أن نمد يدنا طلبا لاحسان من  الانسان. 
 
  لا لست.. غاضبا، أو مستاءا، ولم نفاجأ بهذا.  لقد كنا نعلم طوال الوقت ان هذا شعوركم الدائم وأنكم كنتم تنافقوننا عندما كنتم تظهرون لنا الود بينما تخفون فى داخلكم الكراهية.  والآن الكراهية باقية كما كانت. ولكن الذى تغير هو الكذب والنفاق.  وشخصيا أفضل الكاره الصادق عن المحب المنافق.  فحكم الله كما جاء فى القرآن على المنافقين قاس وأنتم تعرفون جيدا ان مصير المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا.
 
 وليس بعيد عندما زرتم الراحل قداسة البابا شنودة للتهنئة بالعيد وسجلت عليكم الكاميرا بالصوت والصورة العناق والقبلات وكلمات التهنئة وأظنكم تتفقون انها كانت نوعا من النفاق.
 
وحتى اليوم عندما يقدم موقعكم الالكترونى باللغة الانجليزية تهنئة للمسيحيين فى الغرب بعيد الكريسماس أظنكم تعلمون انها أيضا نوع من النفاق.  الا طبعا ان كنتم لا تعرفون ان الكريسماس عندهم هو نفسه عيد ميلاد السيد المسيح عندنا.  ولكن ربما تمارسون عادتكم المفضلة فتظهرون بعدة وجوه لزوم الحاجة فتظهرون بالاعتراف بعيد من تريدون خطب ودهم باللغة الانجليزية، وتظهرون بانكار عيد من لا يهمكم اظهار الود لهم باللغة العربية.  مع ان العيد هو نفسه، والمسيحيون هم نفسهم حتى وان اختلفوا فى اللغة.  ولكن من سؤ حظكم ان هناك من يفهموا كل هذه اللغات ويستطيعون ان يميزوا بين ودكم المنافق للمسيحيين الغربيين وكرهكم الحقيقى للمسيحيين الشرقيين.
 
 وهى حالة كلاسيكية من "التقية" أو الكذب الشرعى الذى يعتبره هذا الفصيل حلالا.  وهم يبنونه على فهمهم لبعض النصوص القرآنية مثل سورة المائدة : 89 "لا يؤاخذكم الله باللغو فى ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته إطعام عشرة مساكين.....فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام... " ويفسرونه بان الله لا يحاسبهم على الحنث فى القسم للناس ولكن على ما يقصدونه فى نفوسهم.  ومن يحنث فى قسمه فهنك طرق للتكفير عن هذا منها ان يصوم ثلاثة أيام وعلى ذلك فليس هناك مشكلة فى الحنث فى القسم طالما أن هناك علاج سهل للامر.  وفى سورة النحل: 106 "من كفر بالله من بعد ايمانه الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان...." ويفسرونه بان الله يغفر للمسلم كفره بالله من بعد ايمانه طالما قام بهذا الكفر عن اكراه.  وبناء على هذا المبدأ فانهم يتظاهرون بمحبة من يعتقدون من الكفار انهم أقوياء حتى يتفادوا المواجهة معهم، أو يلتمسوا عونهم للوصول الى غايتهم ان كانوا ذوى نفوذ.
 
 وواضح ان مسيحيى الشرق ليس لديهم الآن القوة التى يمكن ان تهدد هؤلاء ولا يملكون النفوذ الذى يمكن ان يستخدموه للوصول الى أهدافهم.  هذا طبعا على خلاف ما لمسيحيى الغرب.  ولذلك لا عجب ان كنا نرى هذا التباين فى الخطاب الدينى بين التعامل مع مسيحيى الشرق ومسيحيى الغرب.
 
 ولكن فى حقيقة الأمر فان هذه التهنئة لا تقدم أو تؤخر شيئا عندنا خاصة اننا نعلم أنها مزيفة وغاشة.  ولكن ان كان هناك شيئا نأسف له فهو اشفاقنا على هؤلاء الكارهين لأننا نعلم ان الكراهية تؤذى صاحبها.  وصدقوننا نحن لا نتمنى الأذى لأحد بل نطلب الخير للجميع.
 
 أما أخوتنا شركاء الوطن الذين يبادلوننا الود ولا يضيرهم ان يشاركوننا الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح الذى يتفق القرآن مع الانجيل على انه ولد من العذراء القديسة مريم لينشر رسالة الحب والسلام فى عالمنا الذى تمزقه الكراهية والبغضاء.  الى هؤلاء فنحن نبادلهم الود بالود والتمنيات الطيبة بكل ما فى قلوبنا من تمنيات بالصحة والسعادة.
 
كل عام وانتم، وكل مصر، وكل الانسانية، بخير....
 
Mounir.bishay@sbcglobal.net

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter