ياسر أيوب

قضت محكمة شيانينج الصينية، يوم الجمعة الماضى، بسجن لى تى عشرين عاما.. وقالت المحكمة فى حيثيات حكمها إن لى تى قبل وأثناء توليه تدريب المنتخب الصينى تقاضى رشاوى زادت على سبعة ملايين دولار من لاعبين مقابل ضمهم لمنتخب أو مساعدتهم للتعاقد مع مختلف الأندية الصينية.. وقد اعترف لى بكل الجرائم المنسوبة إليه أمام المحكمة بعد مواجهته بنتائج تحقيقات بدأت فى نوفمبر ٢٠٢٢.

 

وكانت نهاية لم يتوقعها أى أحد للنجم الكروى البالغ من العمر ٤٧ عاما والذى سبق أن احترف فى الدورى الإنجليزى ولعب أربع سنوات لنادى إيفرتون وثلاث سنوات لنادى شيفيلد، ولعب أيضا للمنتخب الصينى وشارك معه فى نهائيات كأس العالم فى ٢٠٠٢.. ووسط كلام كثير ممكن أن يقال الآن عن النجم الذى هوى.. هناك كلام أهم لابد أن يقال عن بلد لم تخجل من الاعتراف بفسادها الكروى وأدركت أن هذا الاعتراف هو الخطوة الأولى الضرورية للتغيير والإصلاح.. فلم يكن لى هو أول مسؤول كروى فى الصين تتم محاكمته ثم إدانته بالفساد.. لكنه كان مجرد اسم ضمن قائمة طويلة من الذين أفسدوا كرة القدم فى الصين.

 

ففى مارس الماضى، تم الحكم على رئيس سابق لاتحاد الكرة بالسجن مدى الحياة.. وفى أغسطس الماضى تم الحكم بسجن نائب رئيس الاتحاد ١١ عاما.. وآخرون كثيرون كان كل تحقيق مع أحدهم يكشف عن فساد وفاسدين جدد.. مسؤولون كرويون كثيرون استغلوا طموح ورغبة الرئيس الصينى شى جين بينج فى تحويل الصين لقوة كروية عظمى.

 

وتم تشكيل فريقين لتنفيذ البرنامج الكروى للرئيس: فريق كانت مهمته استغلال كرة القدم دوليا لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية للصين ونجح فى ذلك.. وفريق كانت مهمته تطوير كرة القدم داخل الصين واستخدام الأموال الكثيرة التى وفرتها الدولة بقصد امتلاك أندية كروية ناجحة وكبرى ومواهب كروية حقيقية تصنع للصين نجاحات تشبه نجاحاتها الاقتصادية والتجارية والصناعية والعلمية والعسكرية وحتى الرياضية فى ألعاب أخرى جعلت الصين فى سنين قليلة هى المنافس الأوليمبى الأول للولايات المتحدة.

 

 

واكتشفت الدولة أن مسؤولى الكرة استغلوا البرنامج والدعم الرئاسى وأموال الدولة لتحقيق مكاسب وثروات غير مشروعة وتظاهروا بتطوير كرة القدم الصينية عن طريق تعاقدات مشبوهة مع لاعبين أوروبيين ولاتينيين ومشروعات وهمية بدعوى البحث عن مواهب كروية جديدة.. وكان من الممكن الاكتفاء بإبعاد هؤلاء الفاسدين عن اللعبة والبداية من جديد مع وجوه أخرى تريد وتستطيع أن تنجح.. لكن رأت الصين أن ذلك سيعنى استمرار الفساد حتى بوجوه وأشكال أخرى.. والبداية الحقيقية هى محاكمة كل هؤلاء الفاسدين حتى يدرك المسؤولون الجدد أنهم ليسوا فوق القانون والحساب.

نقلا عن المصرى اليوم