(1892- 1982 )
إعداد/  ماجد كامل 
يمثل  الفنان المصري الكبير راغب عياد( 1892- 1982 ) أهمية كبيرة في تاريخ الفن التشكيلي  المصري – بل والعالمي – أما عن راغب عياد نفسه فهو وحسب تعريف قطاع الفنون التشكيلية عنه ؛  ولد في 10 مارس 1892 بمدينة القاهرة ؛ وتلقي تعليمه الأولي بمدارس الفرير بشبرا ؛ ثم الثانوي بالخرنفش ؛والتحق بمدرسة الفنون  الجميلة عام 1908 ؛ وتخرج منها عام 1911 . 
 
ثم سافر  الي ايطاليا ليحصل علي  ثلاث دبلومات في  فن التصوير  الزيتي والزخرفة والديكور المسرحي . وفور عودته عمل مدرسا للرسم بمدرسة الأقباط الكبري ؛ ثم  عمل بعدها مدرسا في قسم الفنون التطبيقية خلال عام 1930 ؛ ثم أستاذا بمدرسة الفنون الجميلة العليا  ؛ وكان ذلك خلال عام 1937 ؛ ثم تولي رئاسة قسم الدراسات الحرة بها منذ عام 1942 حتي عام 1950 .
 
وعمل بعدها مديرا لمتحف الفن  الحديث  بالقاهرة خلال الفترة  من ( 1950- 1955 ) ؛ وانتدب ممثلا للمتاحف المصرية بالمجلس الدولي للمتاحف في باريس عام 1953 . وخلال حياته الفنية أقام العديد من المعارض الفنية  التي تجاوزت الأربعين معرضا ؛  وكان من بين المعارض التي قام بها أول معرض خاص بأعماله عام 1929 ؛ وأول معرض خاص بأعماله أقامه في مدينة روما عام 1937 . 
 
وخلال رحلة حياته الوظيفية ؛ تقلد العديد من المناصب والمهام الفنية  نذكر منها :- 
1-أنتدب لتنظيم المتحف القبطي عام 1941 .
2-مديرا لمتحف الفن الحديث في القاهرة  عام 1950 .
3- أسس جناح  لأعمال المثال المصري الكبير محمود مختار بمتحف الفن الحديث عام 1952.
4-ساهم في تكوين جماعة  اتيليه الفاهرة  ؛كما شارك في كثير من المؤتمرات واللجان بوزارة الثقافة وفي المجلس الأعلي  لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية  . 
5-صاحب الدعوة الي إنشاء الأكاديمية المصرية للفنون الجميلة بروما وصاحب فكرة تفرغ الفنانين للإنتاج الفني  منذ عام 1928 .
ولقد حصل الفنان الكبير  علي جائزة الدولة التقديرية للفنون من الطبقة  الأولي عام 1964 . وعلي المستوي الدولي حصل  علي درجة "فارس " من الحكومة الإيطالية عام 1963 . 
 
ولقد توفي الفنان الكبير في 16 ديسمبر 1982 عن عمر يناهز  90 عاما  . 
 
وحول  سمات مدرسة   راغب عياد ؛  يقول موقع قطاع الفنون التشكيلية ؛ أن  الفنان الكببير تميز منذ عودته من أيطاليا عام 1930  بالاهتمام بالموضوعات المصرية ؛فرسم بأسلوبه الخاص افراح الفلاحين وحياتهم اليومية ؛ كما رسم حيوانات الحقل في العديد من اللوحات الهامة التي توجد نماذج منها في متحف الفن المصري الحديث مثل لوحات رقص الخيل والعمل في سوق الدواب . كما  أتجه أيضا إلي رسم صور الحياة  في الأديرة المصرية فصور عمارة الأديرة وحياة الرهبان بها في مجموعة من أشهر لوحاته .
 
كما كانت توجد له لوحات جدارية في أحد الفنادق  التي  احترقت في حريق القاهرة عام 1952 ؛  كما توجد له العديد من الصور والأيقونات الدينيبة المنتشرة  في الكنائس القبطية المختلفة ؛ لعل  من أشهرها اللوحات الموجودة بكنيسة السيدة العذراء المرعشلي بالزمالك .
 
وهو يعتبر  من أكثر الفنانين الرواد جرأة  وتحررا من الأساليب التقليدية  في الرسم والنحت ؛  حيث اندفع الي شكل  من التعبيرية يقترب أحيانا من الكاريكاتير ؛ وبدافع من الرغبة  في تحقيق الأصالة ؛ أختار راغب عياد التعبير  عن الأفراح الشعبية الريفية  وحياة الفلاحين ومباهجهم التقليدية  موضوعا للوحاته بالإضافة إلي حياة الرهبان  في الأديرة .
 
ويذكر لهذا الفنان الكبير  الفضل في نضاله  من أجل الأعتراف بالفنون الجميلة وروادها ؛ حيث يذكر كمال الملاخ أن الفنانين الكبيرين راغب عياد ويوسف كامل ؛ وكان راغب عياد يدرس في مدرسة الأقباط الكبري ؛ بينما يوسف كامل كان يدرس في مدرسة أخري ؛ وراقت فكرة السفر الي  إيطاليا لكليهما للتطوير قدراتهم الفنية ؛ فاقترح راغب  عياد أن يقوم أحدهما بالتدريس في المدرستين معا  ؛بينما يسافر الآخر إلي إيطاليا للدراسة ؛ وعندما يعود يتبادلا الأدوار ؛ وفعلا قابلا ناظري المدرستين الذين وافقا  علي الفكرة ؛فسافر يوسف  كامل أولا إلي  إيطاليا  ؛ وقام راغب  عياد  التدريس بالمدرستين وإرسال المرتب إلي يوسف كامل ؛  وفي أثناء الأجازة سافر راغب للقاء صديقه يوسف ؛ وهناك تقابلا  مع مع محمد كامل سليم ( سكرتير سعد باشا زغلول ) ؛ فطلب منهما مقابلة سعد زغلول الذي  كان يستشفي هناك وقتها ؛ ففرح بهما كثيرا وقال ليوسف كامل (روح سدد الدين لزميلك )  ؛ فعاد يوسف كامل  الي مصر وعمل بالمدرستين ؛ وارسل راتب راغب عياد  إليه في إيطاليا .
 
فلما عاد سعد زغلول الي مصر ؛ أجتمع البرلمان في  أول دورة له ؛ وروي ويصا واصف ( 1873- 1931 ) ,كان هو رئيس البرلمان وقتها ؛ قصة الشابين الذين نالا إعجاب كل أعضاء البرلمان ؛ فدعوا الي تشجيع الفنون الجميلة ؛ وفتح اعتماد سنوي لذلك في ميزانية وزارة المعارف بمبلغ 12 ألف جنيه لإرسال البعثات إلي الخارج ؛  فسافر راغب ويوسف كامل  وراغب عياد الي روما ؛ ومحمد حسن الي إنجلترا ؛ وأحمد صبري إلي فرنسا ؛ وكان ذلك سنة 1925 ( كمال الملاخ :- خمسين سنة  من الفن ؛ صفحتي 24 و25 ) . 
 
ويذكر الدكتور  مينا بديع  عبد الملك أنه أثناء إقامة راغب عياد في إيطاليا ؛ لاحظ شغف الأيطاليين بالحضارة المصرية القديمة ؛  فكتب خطابا إلي أحمد ذو الفقار ( وزير مصر المفوض في روما في ذلك الوقت )  قال له فيه ( يوجد لجميع الأمم الراقية  في روما نوع   من  الأكاديميات يضم طلاب  الفنون لإتمام دراستهم ؛ وهو عبارة عن مبني فخم يحتوي  علي  مرسم  ولكل نوع من انواع الفنون حجرة  خاصة ؛ ثم محل للمشتغلين بالفن ؛ وتقوم الحكومة بكافة النفقات اللازمة لإرساليتها  ؛ علاوة  علي ذلك فإنها  تمنحهم مبالغ مالية معينة للوازمهم  الخاصة ؛ وفي نهاية كل سنة يقام معرض توضع فيه أعمال الفنانين التابعين لكل  أكاديمية  ؛ ويفتتح هذا المعرض ملك إيطاليا مع وزارته فيمتعون الأنظار ويشجعون الطلاب ؛ وأطلب منكم ان تتوسطوا  لدي حكومتنا لكي تجعل لها معهدا علي الطراز الموجود لسائر الحكومات  في روما يضم بين جدرانه  الفانين الذين علي أهبة الاستعداد للحاق به بعد أن يكونوا قد أتموا دراستهم الأولية بالمدارس المصرية ؛ وبهذه الطريقة يجدون مجالا للاوسع في تعليم الفنون ومعرفة وقائعها ( مينا بديع عبد الملك :- أقباط في تاريخ مصر  ؛ الجزء الأول ؛ نوفمبر 2017 ؛الصفحات  من 111 – 116 ) . وبناء  علي هذا الاقتراح تم تأسيس إكاديمية الفنون بروما  فيما بعد . 
 
وبعد وفاته ؛ شاركت لوحاته في العديد من المعارض الفنية مثل :- 
1- الصالون الأول لفن  الرسم بمركز  الجزيرة للفنون  عام 2004 .
2- معرض مقتنيات القاعة بقاعة بيكاسو  عام 2007 .
3- معرض جاليري عام 2007 .
4- معرض ضفيرة للتواصل  بين الأجيال والمواهب الجديدة عام 2008 .
5- معرض مقتنايات متحف الفنون الجميلة  بالإسكندرية عام 2010 .
6- معرض رحلة العائلة المقدسة بقاعو بيكاسو بالزمالك عام 2012 .
7- معرض بعنوان ( من مختار الي جاذبية ) بجاليري ارت توكس عام 2019 .
8- معرض بعنوان "رحلة النور " بجاليري نوت بالزمالك عام 2021 .
9- معرض بعنوان "مختارات " بالزمالك عام 2022 .
( راجع القائمة  بالكامل  في :- راغب عياد – السيرة الذاتية – قطاع الفنون التشكيلية ) .
 
 وعلي المستوي الكنسي ؛  كان لراغب  عياد عشق شديد لكنيسة العذراء المرعلشي بالزمالك ؛  حيث تبرع بجزء  من ممتلكاته  للكنيسة ؛ وقام المهندس عزيز ميخائيل بوقفه وشهره للكنيسة بتاريخ 3 مارس 1975 تحت رقم 1400 توثيق قصر النيل ؛ واستخدم هذا العقار فيما بعد كبيت  للطالبات ( مينا بديع  عبد الملك :- نفس المرجع السابق ؛ صفحة 115 ) . 
 
كما شارك في المعرض الذي اقيم بمناسبة افتتاح الكاتدرائية المرقسية  في يوم الثلاثاء الموافق 25 يونيو 1968 ؛  حيث خصصت قاعتان كبيرتان للوحاته  ؛ حيث شارك بعدد كبير منها التي سجل فيها زيارته لأديرة وادي النطرون ( ماجد كامل :- مراسم الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية الجديدة  بدير الأنبا رويس بالقاهرة  في 25 يونيو 1968 ؛ موقع الأقباط متحدون بتاريخ 25 يونيو 2020 ) . 
 
كما تم تكريمه بمنحه شهادة زمالة  معهد الدراسات القبطية مع ستة   من الشخصبات العامة هم ( عزيز سوريال عطية  - سامي جبرة – شفيق عبد الملك – حبيب جورجي – المهندس يوسف عياد – مع راغب  عياد )  وكان ذلك بتاريخ يوم الأربعاء الموافق 31 مارس 1976 ( نيافة الأنبا غريغوريوس :- السيرة الذاتية ؛ الجزء الثاني ؛ صفحتي 407 و408 ) .
 
بعض  مصادر ومراجع المقالة :- 
1-كمال الملاخ ورشدي اسكندر :- 50 سنة  من الفن ؛دار المعارف بمصر ؛ 1962 ؛  الصفحات  من 23 – 25 .
2-مينا بديع عبد الملك :- أقباط في تاريخ مصر (الجزء الأول )  جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية  ؛نوفمبر 2017  ؛ الصفحات من ( 111 – 116 ) .
3-ملاك لوقا :-  أقباط القرن العشرين ؛ مكتبة انجيلوس ؛ صفحة 439 .
4-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة  المصرية  في العصر الحديث ( 1798- 2020 ) ؛مكتبة الآداب ؛ الطبعة الأولي 2020 ؛ صفحة 224 .
5 – ماجد كامل :- مراسم الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية الجديدة بدير الانبا رويس بالقاهرة في  يوم 25 يونيو 2020 ؛موقع الاقباط متحدون ؛ الخميس 25 يونيو 2020 . 
6-نيافة  الانبا غريغوريوس :- السيرة الذاتية ؛ الجزء الثاني ؛جمعية الأنبا غريغويوس أسقف البحث العلمي ؛ صفحتي407 و408 . 
7-راغب عياد :- السيرة الذاتية – قطاع الفنون التشكيلية  .