كتب - محرر الاقباط متحدون 
ترأس  نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، رتبة التوبة، والسجود أمام القربان المقدس، التي نظمتها كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بسوهاج.
 
أقيمت الأمسية الروحية، بالقاعة الكبرى، بالمطرانية. استعدادًا لاستقبال عيد الميلاد المجيد، والعام الجديد، بمشاركة القمص بشرى لبيب، راعي الكنيسة، والقمص مرقس عدلي، والأب يوحنا زكريا.
 
تضمنت رتبة التوبة، والسجود أمام القربان المقدس عددًا من الفقرات الروحية، والصلوات المختلفة، وباقة من الترانيم المتنوعة، بقيادة فريق كورال الكنيسة.
 
وألقى صاحب النيافة تأملًا روحيًا للحاضرين حول "العلاقة بين التوبة والفرح"، مستشهدًا بآيات من الكتب المقدسة، قائلًا: أيها الأحباء، حين نتأمل في الكتاب المقدس، نجد أن التوبة ليست مجرد رجوع عن الخطية، بل هي أيضًا دعوة للفرح الحقيقي، الذي ينبع من المصالحة مع الله. 
 
وأكد الأب المطران أن التوبة والفرح مترابطان بشكل عجيب، فكلما اقترب الإنسان من الله بصدق، يشعر بسلام داخلي وفرح لا يعبر عنه.
 
وتابع الأنبا توما: يكمن الفرح في السماء: فكل مرة نعود إلى الله، نفرح قلب الآب السماوي، تمامًا مثلما فرح الأب في مثل الابن الضال بعودة ابنه.
 
واستكمل الإيبارشيّة:الفرح في النفس: التوبة هي التحرر من عبء الخطية. فكما يقول داود النبي في المزمور"رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ، وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي." (مز 51: 12). إن التائب يشعر بفرح الخلاص لأنه يستعيد الشركة مع الله. 
 
وشدد صاحب النيافة: عندما نتوب، ندرك محبة الله العميقة ورحمته التي لا حدود لها، هذا الإدراك يقودنا إلى فرح حقيقي نعبّر عنه بالشكر والتسبيح. فكما يقول إشعياء النبي: "فتخرجون بفرح وتقادون بسلام". (إشعياء 55: 12).
 
واختتم مطران الإيبارشيّة كلمته قائلًا: أيها الأحباء، العلاقة بين التوبة والفرح هي علاقة روحية عميقة. التوبة ليست ثقيلة أو مُرهقة، بل هي فرصة، لتجديد حياتنا، واختبار فرح السماء في قلوبنا. فلنقبل دعوة المسيح للتوبة بفرح وثقة، واثقين أن الله يفتح أحضانه دائمًا، ليملأنا بفرحه وسلامه. "تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ." (مت 3: 2).