جاء في انجيل لوقا:
8 وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،
9 وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا.
10 فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ,
11 أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.
ظهر لهم الملاك ليرشدهم إلى حَمَلْ الله الذي سيقدم.copts-united.com/Search.php?W=-1&FromDate=&ToDate=&S=-1&K= ذبيح'> ذبيحة هو أيضاً.
وليرشدهم للراعي الحقيقي و.copts-united.com/Search.php?W=-1&FromDate=&ToDate=&S=-1&K=الحمل الحقيقي'>الحمل الحقيقي الذي ختمه الله الآب (يو6: 27) ..... أي شهد ببره وأنه.copts-united.com/Search.php?W=-1&FromDate=&ToDate=&S=-1&K= بلا خطية '> بلا خطية وأرسله ليقدم نفسه.copts-united.com/Search.php?W=-1&FromDate=&ToDate=&S=-1&K= ذبيح'> ذبيح..
فمن الذين وقع عليهم اختيار السماء لأبلاغهم هذا النبأ العظيم؟ انهم قوم من البسطاء، رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم،
فالله لا يأخذ بالوجوه بل هو يعطي نعمة للمتضعين ويحب مستقيمي القلوب،
لهذا لم تتجه السماء بالبشرى الى رؤساء الكهنة الذين في أورشليم ولا الى أحد من علية القوم هناك بل الى قوم لا وزن لهم ولا تقدير عند العظماء،
وهكذا فان الله يختار جهال العالم ليخزي الحكماء ويختار ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء وأدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود لكيلا يفتخر كل ذي جسد أمامه، حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب،
لذلك ذهب الجمهور السماوي الى مجموعة فقيرة متواضعة من رعاة الغنم، ازدانت بالأيمان قلوبهم وامتلأت بالأنتظار نفوسهم.
لكن لا يفوتنا أن نوضح أنه ليس لمجرد كونهم فقراء وقع عليهم اختيار السماء لتصلهم البشرى في تلك الليلة، لقد كانوا رعاة للذبائح الهيكلية، اذ لم تكن مهنتهم رعاية خراف عادية بل هم مسئولون عن الخراف الهيكلية التي ترفع منها الذبائح كل يوم في الهيكل،
والمسيح عندما يأتي يكون هو الراعي الهيكلي الحقيقي (راعي الخراف العظيم) ، أليس هو أيضاً الذبيحة الحقيقية التي ستقدم مرة واحدة ليبطل عهد الذبائح الى الأبد ؟
اذن فبشارة الملاك لم تكن بغير ذي معنى ومعناها عميق لأنهم أول من اختارتهم السماء ليستأمنوا على سر الخلاص، وكأنما شاء المسيح بصفته الحمل المعد للذبيحة العظمى أن يولد في بيت لحم حيث تولد الخراف عادة في قطعان الهيكل، ثم يبشر هؤلاء الرعاة بميلاده كحمل بين الحملان، ويؤمروا بزيارته ليدخل ضمن حراستهم فيكون منذ أول لحظة حملاً معداً للذبح،
والرعاة يمثلون في حياتنا الروحية الساهرين على خلاص أنفسهم وخلاص الأخرين، الساهرين في الصلاة والطلبة والتسبيح،
وهذا الأمتياز الذي أعطي للرعاة من حقنا نحن أيضاً أن رأينا مسيح الله بالأيمان، المسيح الذي كان مضجعاً في مذود من ألفي عام والذي مات أيضاً من أجلنا لكنه قام أيضاً هو الان فوق جميع السماوات....