داخل شقة ضيقة في أحد عقارات حارة "الحكيمة" بحي الوايلي العتيق بالقاهرة؛ عاش "عم أنور" نحو 10 أعوام قضاها دون رفيق عقب رحيل والديه؛ حتى فارق حياته أسفل الأنقاض بعد سقوطه فجأة على قاطنيه قبل شروق الشمس.
"أنور" الرجل الستيني الذي كسى وجه تجاعيد السنين حزنا على رحيل والديه- وفق ما ذكره عمه محمد - لم يغادر المنزل وآخرين رغم تحذير الحي لهم من الخطر عقب تلقيهم بلاغا من الأهالي يفيد بتصدع العقار "79" بحارة الحكيمة " كان في 4 شباب شغالين في قهوة وجم في آخر الليل ودخلوا البيت ومطلعوش".
في الرابعة قبل الفجر؛ دوي صوت ارتطام شديد بالأرض، تلاه غبار وصوت نحيب عال، حينها علم "أبو زين" أن منزل الجيران سقط كون فريق من الحي حذر الأهالي من السقوط "هما جم وبلغوا الناس تخلي البيت عشان الطوب بيقع".
منذ الوهلة الأولى للحادث؛ حاول الحاضرين من الأهالي إنقاذ سكان الطابق الأخير حتى أتت قوات الدفاع المدني وعززت بعدد 3 لودر و2 حفار و عربات لنقل الركام فضلا عن سيارات الإسعاف وقوات الشرطة.
الثامنة صباحا حاول "محمد" كعادته أن يهاتف "عم أنور" لكن دون جدوى، حينها أخبره أحد الجيران أن العقار الذي يقطن فيه أنهار تماما على قاطنيه :"جيت اجري عشان اشوف في ايه حصل".
نحو 9 ساعات كثفت فيها قوات الإنقاذ البري من جهودها للبحث عن المفقودين تحت الركام؛ حتى انتشلوا
عم أنور" الذي كان يعيش في الطابق الأرضي جثة هامدة على سريره".
وأعلن الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الحصر المبدئي للإصابات، والوفيات الناتجة عن الحادث، يفيد بوفاة 8 مواطنين من سكان العقار، وإصابة 3 آخرين، تم نقلهم إلى مستشفى الدمرداش، فيما ما زالت سيارات الإسعاف متمركزة في موقع الحادث لحين انتهاء أعمال رفع الأنقاض، والبحث عن أي مصابين أو جثامين، وجاري المتابعة.
وأكد "عبدالغفار"، متابعة الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، لتداعيات الحادث، وتقديم الخدمات الإسعافية والطبية للمصابين.