بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
وعضو إتحاد كتاب مصر
تقع برك سليمان او برك أرطاس فى بلدة بيت جالا غربى بيت لحم . اشتهرت بيت جالات كمصيف ،ـ بالإضافة إلى شهرتها بالزراعة وخاصة زراعة أشجار المشمش والزيتون والعنب ، وتشتهر أيضا بالتطريز اليدوي الجميل . في بيت جالا أربع كنائس ، أجملها كنيسة القديس نيكولاس الأرثوذكسية ببرجها المربع وقبتها الفضية ، وهي على يسار الشارع الرئيسي الصاعد إلى البلد . إن منظر المنطقة من قمة الافرست ( جبل الراس ) فوق بيت جالا رائع للغاية ، من هنا يمكن رؤية أجزاء كبيرة من مدينتي بيت لحم والقدس . ومن ثمً زيارة دير ( كريميزان ) المشهور بالنبيذ الذي يصنعه الرهبان ( السالزيان ) ، الذين يقومون بزراعة العنب أيضاً . يضم الدير مدرسة ثانوية ومكتبة كبيرة .
قرية الخضر :
تقع قرية الخضر على بعد 3 كم جنوبي بيت لحم ، وهي من القري الجميلة في المنطقة . وتشتهر هذه القرية بوجود كنيسة القديس جريس ( الخطر ) التى تأسست عام 1600 م . وقد بنيت كنيسة حديثة عام 1912 م ، وتقام بها احتفالات القديس الخضر في الخامس من أيار من كل عام .
برك سليمان او برك أرطاس :
عبارة عن ثلاث برك اصطناعية كبيرة محفورة في الصخر ، تبلغ سعتها التخزينية ما مجموعة 160 الف متر مكعب من المياه., تقع البرك على بعد حوالي 3 كم جنوبي مدينة بيت لحم ، ويمكن الوصول إليها عبر طريق فرعي على يسار شارع الخليل الرئيسي . بنيت البرك الثلاث بشكل متدرج ، وترتفع كل واحدة منها عن الأخري ستة أمتار مما يمكنها من دفع المياه حتى مدينة القدس بفعل الجاذبية الأرضية وضغط الماء . تستقبل البرك المياه من عيون أرطاس القريبة وأيضا من عين العروب على طريق الخليل . كانت برك سليمان في الفترة الرومانية مصدر الماء الرئيسي لقلعة الملك هيرود وقصره في الهيروديون ( جبل الفريديس ) شمالي شرقي بيت لحم ، وبقيت حتى أواسط هذا القرن مصدراً أساسياً لمياه الشرب لمدينتي القدس وبيت لحم . ظلت هذه البركفي الاستخدام حتى عام 1946 م ، ويمكن مشاهدة عدد من القنوات حولها وكذلك منشآت قديمة لضخ المياه كانت سلطات الانتداب قد أقامتها قبل هذا التاريخ لضخ المياه إلى القدس . تحيط بالبرك أشجار الصنوبر والسرو ، مما يزيد من جمال المنطقة ، ويجعلها متنزها طبيعيا يؤمه الناس من مختلف المناطق الفلسطينية ، وخاصة في الصيف .
قلعة مراد :
تقع القلعة مقابل البرك مباشرة ، ويمكن الدخول إليها من المدخل الذى في الواجهة الغربية ، وهي بناء عثماني جميل شيده السلطان مراد في القرن السابع عشر لتوفير الحماية للبرك يجري العمل حالياً على تطوير الموقع ( القلعة والبرك ) ، لتحويلهما إلى موقع للجذب السياحي ، حيث سيقام في القلعة متحف فولكلوري ، وإلى جانبه فندق ومحلات تجارية مختلفة ، كما تم تحويل البركة الأولي إلى مسرح تقدم فيه العروض المحلية والاحتفالات .
أرطاس :
تقع قرية أرطاس الجميلة في الوادي المعروف بهذا الاسم ، والمنسوب إلى الكلمة اللاتينية ( هورتس ) بمعني حديقة أو بستان . وفي أسفل الوادي مقابل القرية هناك دير لراهبات النوتردام كان قد شيد في العام 1901 م بتبرعات جمعها المطران مونتيفيديو من الأورغواي ، حول الدير حدائق غناء واسعة يقال إن نشيد الإنشاد للملك سليمان في الكتاب المقدس قيل فيها ، ويقول النشيد : " أختي العروس جنةُ مغلقة عينً مقفلة ينبوع مختوم " . تمثل هذه الحدائق بالنسبة للمسيحيين العذرية والصفاء المنسوبين إلى العذراء مريم . وربما كان مفهوم الجنة في الفكر الشعبي وفي الأديان المختلفة قد جاء من هذا الوادي وهذه الحدائق الجميلة . الراهبات اللواتي يشرفن على الدير كاثوليكيات من أمريكا اللاتينية وخاصة من الأورغواى ، وهن يرحبن بالزوار ، ويقدمن لهم شرحا وافياً عن الدير . ويتبع للدير روضة ومدرسة وبيت للأيتام يقدم الخدمات لسكان القرية والمنطقة المجاورة . كما يوجد في القرية نفسها مركز ثقافي نشط يتبع له متحف تراثي ، ويقدم نشاطات أخري مثل الرحلات الثقافية وحفلات الدبكة الشعبية .