ياسر أيوب
ليس جديدًا أن تكون هناك جائزة للاعب الكرة أو حارس المرمى الأفضل.. وجائزة لصاحب الهدف الأجمل أو صاحب العطاء الإنسانى الأكبر.. لكن لاعبة كرة القدم جا إى كانج من كوريا الجنوبية فازت منذ أيام بجائزة تختلف تمامًا عما اعتدنا عليه من جوائز كروية.. ففى ختام اجتماعات الاتحاد الدولى للاعبين واللاعبات المحترفين، والتى استضافتها الأسبوع الماضى العاصمة الإندونيسية جاكرتا.. صعدت كانج للمنصة لتتسلم جائزة نالتها لأنها تكلمت ودافعت عن حقوق زميلاتها لاعبات الكرة فى بلادها.. فعلى الرغم من نجاح كانج كحارسة مرمى لنادى سيجونج سبورتستوتو وأيضًا حارسة مرمى منتخب كوريا الجنوبية منذ ٢٠١٦.. فإنها لم تنسَ لاعبات كثيرات فى كوريا الجنوبية يعشن أزمات متتالية قاسية ومهينة.. منها أجور متدنية وأحلام مسروقة واضطهاد كروى ونفسى وعدم استقرار فى ملاعب وبيوت.. وكانت كانج ولا تزال ترى أن ما تشكو منه معظم زميلاتها فى مختلف الملاعب والأندية والمدن فى بلادها هو السبب الرئيسى فى النتائج الهزيلة التى حققها المنتخب الكروى النسائى لكوريا الجنوبية.. فعلى الرغم من أن كوريا الجنوبية اعترفت، وبدأت تسمح بكرة القدم النسائية منذ ١٩٩٠.. فإن أفضل نتائجها حتى الآن كانت الوصول إلى دور الـ١٦ فى مونديال ٢٠١٥ وبرونزية الألعاب الآسيوية ٢٠١٠ و٢٠١٤ و٢٠١٨ والمركز الثانى فى كأس آسيا ٢٠٢٢..
وهى نتائج تصعب مقارنتها بإجمالى نتائج وبطولات الكرة النسائية فى الصين واليابان والأهم والأقسى كوريا الشمالية.. وقررت كانج منذ وقت طويل ألا تسكت، حتى لو كان الثمن أن تخسر مكانتها سواء فى ناديها أو المنتخب.. فهى مقتنعة بأن السكوت هو العدو الأول والأخطر والأكبر لأى إصلاح وتطوير وتغيير.. مقتنعة أيضًا بأن عدم الحديث عن أى عيوب وأخطاء يعنى عدم انتظار أى مستقبل أفضل وأجمل.. واللاعبة التى لن تتحدث وتغضب وتعترض حين ترى الخطأ والخلل ستفقد حقها فى أن تحلم بتغيير حياتها ولعبتها.. ولأن كانج لم تكن باحثة عن زعامة أو أضواء فلم تقبل أن تكون هى وحدها التى تتحدث.. إنما قررت أن تدعو كل لاعبات كرة القدم فى بلادها إلى الحديث بقوة وشجاعة بحثًا عن حقوق ضائعة ومن أجل اللحاق بأحلام كثيرة قبل أن يقتلها السكوت والاستسلام.. كما أن كانج لم تدعُ زميلاتها إلى الحديث واكتفت هى بالصمت الآمن خوفًا من أى مساءلة وعقاب.. بل كانت مع أى لاعبة قررت أن تتكلم، وعلى استعداد لأن تتحمل معها أى ثمن للصراخ والكلام.. وحين صعدت كانج للمنصة لتسلم جائزتها.. قالت إنها لم تعتقد أن هناك خارج بلادها مَن يهتم بما تقوم به، ولم تتوقع هذه الجائزة.
نقلا عن المصرى اليوم