كتب - محرر الاقباط متحدون
قال مرقس ميلاد، الباحث الكنسي :" عيد الميلاد المجيد أحد أهم الأعياد فى المسيحية .
مضيفا في تصريحات خاصة لـ "الدستور ":"ويمثل للكنيسة تذكار ميلاد السيد المسيح له المجد وذلك بدءًا من ليلة 24 ديسمبر ونهار 25 ديسمبر فى التقويمين الغريغورى واليوليانى، غير انه وبنتيجة اختلاف التقويمين ثلاث عشر يوما يقع العيد لدى الكنائس التى تتبع التقويم اليوليانى عشية 6 يناير ونهار 7 يناير.
موضحا :" انه ومع إصلاح التقويم اليوليانى ونشوء التقويم الغريغورى المتبع فى أغلب دول العالم اليوم نشأ فرق فى التوقيت بين 25 ديسمبر اليوليانى الشرقى و25 ديسمبر الغريغورى الغربى ولكون الفرق يتزايد بمرورو القرون فالفرق حاليا وصل 13 يوم وأصبحت الكنائس التى تتبع التقويم الشرقى تعيد يوم 7 يناير والكنائس التى تتبع التقويم الغربى تعيد يوم 25 ديسمبر.
وتابع :" وبالنسبة لتاريخ الصوم فهو قديم منذ القرون الاولى للمسيحية ففى البداية كان صوم الميلاد عبارة عن صوم يوم واحد فقط وهو صوم البرامون أى اليوم السابق لعيد الميلاد (28 كيهك ) فقط ومازلنا محتفظين بصيام البرامون لحد الان بداخل صوم الميلاد وله طقس خاص فى الصلاة.
موضحا :" ولما أنفصل الاحتفال بعيد الغطاس عن عيد الميلاد فى القرن الخامس ظل صيام الميلاد يوم واحد فقط أيضا وما بين القرن السادس الميلادى والقرن الحادى عشر الميلادى بدءت ظهور عادة صيام لمدة شهر قبل الاحتفال بعيد الميلاد فى صعيد مصر وهو الشهر المسمى بشهر كيهك وفيه تتغير نغمة الالحان فى الكنيسة علامة على بداية الصوم وتسمى النغمة المستخدمة النغمة الكهيكى نسبة لشهر كيهك.
وواصل :" وفى عهد البابا خريستوذولوس البطريرك رقم 66 ( 1047م -1077 م ) تطور الصيام وأصبح ستة أسابيع كاملة أى 42 يوم وباضافة يوم البرامون يصبح اجمالى عدد ايام الصيام 43 يوم وعلى الرغم من ذلك ظل الصيام فى صعيد مصر شهر كيهك فقط وقد ذكر ذلك ابن كبر الكاتب الطقسى فى مؤلفاته ولكن مع مرور السنوات تغير الوضع وتثبت صيام الميلاد مدة 43 يوم كاملة.
واختتم :" ولكن هناك بعض التفسيرات الخاطئة التى ظهرت نتيجة غياب معرفة تطور الطقس الكنسى والتى حاولت تفسير مدة الصيام بطريقة روحية بعيدة عن التفسير التاريخى فقالت أن مدة الصيام تنقسم الى جزئين الاول 3 أيام تذكار لنقل جبل المقطم و40 يوم تذكار صيام موسى النبى على الجبل لاستلام لوحى الشريعة وذلك الكلام غير صحيح بالمرة كما اوضحنا سابقا بالبحث التاريخى وبتتبع تلك الرواية السابقة نجد أن أول من نادى بذلك التفسير هو كتاب اللؤلؤة البهية فى التراتيل الروحية والمدايح المتداولة فى كنائس الكرازة المرقسية المطبوع عام 1896 اما قبل ذلك التاريخ لم يرد فى أى مرجع تاريخى أو طقسى تفسير بوجود الثلاث أيام لنقل جبل المقطم.