حمدي رزق
خلايا الدَّم البيض (الكريَّات البيض) هى جزءٌ مهم من دفاع الجسم ضد الكائنات المُعدِيَة والمواد الأجنبية بمثابة (الجهاز المناعى)، وللدفاع عن الجسم بشكلٍ مناسب، يجب أن يتلقَّى عددٌ كاف من الكريَّات البيض رسالة مفادها أن كائنا معديًا أو مادّة أجنبية قد غزت الجسم، وأن تصل إلى حيث الحاجة إليها، ومن ثم أن تقومَ بقتل وهضم الكائن أو المادة الضارة.

حالة الرفض الواسعة لبعض الأسماء الإخوانية بعينها، وفى مقدمتها سليط اللسان «وجدى غنيم»، ومفتى الناتو «يوسف القرضاوى»، ووزير الاستثمار الإخوانى «يحيى حامد» التى شملها قرار المحكمة المختصة تترجم حالة رفض شعبية تطمنك على صحة الجهاز المناعى الشعبى القادر على صد الهجومات المعاكسة، والنيران الصديقة!.

الرفض الصاخب يطمنك على جاهزية الكريات البيضاء، الخلايا المناعية فى الجسد المصرى، مستنفرة تماما، متحفزة للانقضاض، متأهبة للدفاع عن الحياض المقدسة بعد أن طهّرتها من دنس الإخوان والتابعين.

يطمنك على حالة الوعى واليقين الجمعى بخطورة إخوان الشيطان على مستقبل هذا الوطن.. يطمنك على حالة الجاهزية لقبر الجماعة مجددا، كما تقبر مصاصى الدماء فى توابيت فولاذية مبطنة برصاص عازل للإشعاعات الضارة.

المحكمة تحكم بيقينها الشخصى، ولكن اليقين الشعبى لا يخطئ أبدا، المحكمة تقرأ من أوراقها، والشعب يقرأ فى دفاتره، ولسان حاله «إن كنتوا نسيتوا اللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرا»، راجعوا دفاتر إخوان الشيطان.

قبل المداولة الإلكترونية، وعلى هامش المراجعات القضائية كتبت مرحبا بقرار المحكمة المختصة، باعتبار إتاحة فرصة ثانية بأريحية مجتمعية قبل أن تكون عدلية أو سياسية، مع الفصل التام بين ما هو سياسى وما هو عدلى.

ومجددا، هل من مزيد من المراجعات، راجعوا ونحن نراجع عليكم، ونعد عليكم الأسماء نتفحصها، ونقف عليها، ومن حقنا المشروع الاعتراض على رفع هذه الأسماء البغيضة، والمصلحة متوفرة، والاشتباك قائم، هؤلاء لا يزالون يشكلون خطرا على الأمن القومى المصرى، وإن رفضنا فعذرنا أن فى وجهنا نظر.

الرفض الإلكترونى والفضائى مطلوب ولكنه لن يغير من قرار المحكمة، هناك طرق مستوجب سلوكها، ليس من بينها الغمز واللمز فى جانب الدولة السياسى، رغم أن قرار المحكمة عدلى بامتياز خلوٌ من الشبهات السياسية.

حديث الصفقة أو المصالحة مع «إخوان الشيطان» الرائج إلكترونيًا يدخل فى باب «العيب السياسى».. عيب بجد، الرئيس السيسى ومنذ تولى الحكم، نصا قال: «لا يمكن المصالحة مع من يريد هدم مصر، أو تشريد شعبها».

القضية عند السيسى ليست شخصية، لكنها قسم ويمين غليظ، وواجب مقدس، حماية بلد تستهدفه المؤامرات التى تحاك فى أقبية مسحورة، وتخادع بحديث المصالحة الكريه.

ومن هذا الحكى الكريه ما جرى ترويجه بأن قرار رفع (٧١٦ اسما) من قوائم الكيانات الإرهابية توطئة لمصالحة، صفقة، سيما وقد شملت أسماء إخوانية إرهابية كريهة، يكرهها المصريون عمى.

حديث المصالحة الذى جرى تسويقه فى الفضاء الإلكترونى يشكل غطاء كثيفا من الخداع البصرى المخطط لينفذ هؤلاء الإرهابيون إلى قلب مصر مجددا!.

يقينا، كل من يتحدث بالمصالحة عن عمد أو عن جهل هو شريك متضامن ولو بقلبه مع افتراض حسن النوايا، وليتحمل نصيبه من الغرم، الدماء الطاهرة، التى سفكت لن تضيع هدرا‪.. وفى الأخير يظل الشعار مرفوعا «لا تصالح.. إنه ليس ثأرك وحدك..».
نقلا عن المصرى اليوم