محرر الأقباط متحدون
وجه البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس مؤتمر المراجعة الخامس لمعاهدة حظر الألغام المضادة للأشخاص المنعقد في محلة سيام ريب بكمبوديا، أعرب فيها عن حزنه حيال استمرار سقوط المزيد من الضحايا، ووجه كلمة شكر إلى الدول والمنظمات الساعية إلى تقديم الدعم لهم آملا أن يمهد المؤتمر الدرب نحو عالم خالٍ من الألغام الأرضية.
حملت الرسالة البابوية توقيع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو برولين واستهلها فرنسيس معرباً عن تحياته إلى شعب وحكومة مملكة كمبوديا وجميع المشاركين في الأعمال والذين يمثلون دولاً ومنظمات دولية بالإضافة إلى هيئات المجتمع المدني.
بعدها لفت البابا إلى أن معاهدة حظر الألغام المضادة للأشخاص تندرج في سياق الجهود الدولية الهادفة إلى نزع السلاح، وهي تضرب جذورها في مركزية الكائن البشري وفي معنى المسؤولية المتقاسمة وتشكل بالتالي مثالا ملموساً لنجاح الجهود المتعددة الأطراف، فضلا عن كون المعاهدة نموذجا ومثالاً اقتدت به معاهدات أخرى.
مضى الحبر الأعظم إلى القول إنه بعد خمس وعشرين سنة على دخول المعاهدة المذكورة حيز التنفيذ ما تزال وللأسف تُستخدم الألغام المضادة للأشخاص، ولفت إلى أن الصراعات هي فشل للبشرية التي ينبغي أن تعيش كعائلة واحدة. وذكّر البابا بأنه بعد مرور سنوات على انتهاء الصراعات والحروب ما تزال تلك الألغام تولد معاناةً رهيبة للمدنيين، لاسيما الأطفال، وتسبب شعوراً إضافياً بالخوف ما يعيق الحياة الطبيعية وينعكس سلباً على المصالحة والسلام والتنمية المتكاملة.
لم يُخف البابا فرنسيس حزنه حيال ارتفاع أعداد الضحايا الأبرياء خلال السنوات الماضية وتساءل كم من الأشخاص سيُجبرون على حمل ندبات الصراعات المسلحة؟ مؤكدا أنه عندما تقع هذه المآسي تكون البشرية كلها خاسرة، خصوصا لأن كل حياة بشرية هي مقدسة. من هذا المنطلق – كتب الكاردينال بارولين – يود البابا فرنسيس أن يحثّ جميع الدول التي لم توقع بعد على المعاهدة أن تفعل ذلك، وأن توقف فوراً إنتاج هذا التنوع من الألغام الأرضية.
كما يحث الحبر الأعظم جميع الدول الأطراف في المعاهدة على تطبيقها بالكامل، والإيفاء بتعهداتها بطريقة مثابرة وملحّة، وعلى تعزيز تعاونها الدولي والتضامن، لافتا إلى أن أي مماطلة سيترتب عليها حكماً ثمن باهظ في الأرواح البشرية.
هذا ثم أعرب البابا في الرسالة عن امتنانه لجميع الأشخاص الملتزمين في عمليات نزع الألغام التي تتميز بالخطورة، وللمنظمات الحكومية وغير الحكومية الساعية إلى تقديم الدعم للضحايا وأحبائهم. ولفت إلى وجود العديد من المنظمات والهيئات التي تستلهم نشاطاتها من القيم الدينية، معتبرا أنه بدون تلك المنظمات وشبكات التضامن التي صنعتها سيُترك الكثير من الأشخاص لمواجهة مصيرهم بأنفسهم. وأكد فرنسيس أيضا أن الكنيسة الكاثوليكية كانت وما تزال ملتزمة بحزم في مساعدة الضحايا والإسهام لصالح السلام العالمي.
في ختام الرسالة إلى رئيس مؤتمر المراجعة الخامس لمعاهدة حظر الألغام المضادة للأشخاص، كتب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن البابا – ووسط عالم يعاني من الصراعات والعنف – يسأل الله أن يبارك المشاركين، كي يصير المؤتمر، المستلهم من الأهداف النبيلة للمعاهدة، خطوة هامة إلى الأمام نحو عالم خالٍ من الألغام الأرضية، ويعزز الدعم المقدم إلى الضحايا.