كمال زاخر
الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤
مازالت الرسائل التى تحملها الىَّ آليات العالم الافتراضى، على الخاص، تحمل قلقاً وخوفاً من مرسليها، غالبيتهم من الشباب الغض الذى لم يفقد براءته وسعيه لحياة نقية بحسب الانجيل، يئنون من طوفان التعاليم (النفسانية) التى تدغدغ المشاعر وتغازل الطموحات العرقية وتكرس الأنا واستعلائها الذاتى، وتروج لخلاص مبنى على قيم نفسية مزيفه واكتساب مهارات اجتماعية، بعيداً عن لاهوت الفداء.
تعليقى المتكرر على كل واحد منهم هو ان ما تراه ويؤلمك جملة اعتراضية فى كتاب ممتد، تعرض لأهوال بامتداد تاريخه كادت تمزق أوراقه وتشوه سطوره، لولا تحصنه بايمان اجيال توالت - خاصة فى مصر - حفظته فى حياتها اليومية فى ليتورچيتها تقيس عليها ما تراه وتسمعه.
وهى مرت بقمم وقيعان، بفعل عوامل عديدة؛ استهداف دموى من خارجها او استهداف فكرى، من خارج ومن داخل، او انقطاع معرفى اختيارى بهجرة اليونانية عقب صراعات خلقيديونية، مبتدأ الأوجاع، أو جبراً بهجرة القبطية، فى غضون القرنين العاشر والحادى عشر، وكانت واحدة من قمم الأوجاع.
وحتى عندما تحركت اجيال القرن التاسع عشر ومطلع العشرين لبعث جديد. كانت التحركات منبتة الصلة بالجذور فجاءت مرتبكة، حتى قيض الله لها من ينتبهوا لضرورة التواصل الآبائى فحفروا فى صخور عتية، ونجحوا فى وضع اساس بعث حقيقى، ببطء لكن للأمام بهدوء لكن بقوة.
لم يكن الأمر هيناً فقد حوصروا من تيارات قوية تقف على بعد خطوات منهم وفى نفس دوائرهم، وبعض المناوئين تتلمذوا على يدهم ثم انقلبوا عليهم، بعد ان اختطفتهم نداهة السلطة. لتدور رحى المواجهة بين السلطة والمثقف.
نعيش نحن آلآم المواجهات، ولكننا نشهد ضوء فى اخر النفق مع اجيال جديدة كسروا الفخ وطاروا مغردين فى حدائق الآباء بفرح، بعيدا عن ضجيج المحتربين.
الجملة الاعتراضية ستنتهى وسيعود السرد الى سياقه.
لنتذكر معاً التوجيه الذى حمله لنا يوحنا الرائى من الرب:
"هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ." (رؤ 3: 11).
هو ما يؤكده ق. بولس لتلميذه تيموثاوس ولنا:
وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ.
وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
(٢تى ٣).