ياسر أيوب

لم تكن مفاجأة أن يخسر مايك تايسون أمام جيك بول حين تواجه الإثنان فى استاد إيه تى آند تى بمدينة أرلينجتون بولاية تكساس الأمريكية مساء يوم الجمعة الماضى.. ففى الملاكمة سهل أن يفوز صاحب السبعة وعشرين عاما على من تجاوز الثامنة والخمسين من العمر.. كما أن تايسون لم يعد كما كان قبل ثلاثين عاما كبطل للعالم يخشى الجميع قبضته الحديدية وقوة لكماته الموجعة.. ولم يكن فقط عمر جرى وتناقصت قوة الجسد عاما بعد آخر.. إنما كانت هناك أمراض لاحقت البطل الذى كان إلى حد أنه قبل الاتفاق على لقاء جيك بول كان تايسون مضطرا للتنقل بكرسى متحرك.

 

ولم يقف تايسون فى حلبة ملاكمة منذ ١٩ عاما.. وأمام سخرية كثيرين بعد هزيمته وصدمة من كان يتوقع فوزه.. اضطر تايسون لإعلان أنه وافق على خوض هذا اللقاء فقط ليحصل على المال من أجل فواتير كثيرة لابد من سدادها.. وأعلن من كان يوما الرجل الأقوى فى العالم وأصغر بطل عالم للملاكمة فى التاريخ فى العالم أنه ليس نادما وأن أولاده لابد أن يفخروا بأبيهم الذى ظل رغم العمر والمرض واقفا وصامدا أمام قوة ضربات ملاكم شاب.. وحين فوجئ تايسون بعد اللقاء باستمرار سخرية الذين كانوا ضده وغضب الذين راهنوا عليه.. اضطر منفعلا لأن يقول إنه لم يقل فى أى يوم أن مهمته هى إسعاد أى أحد فى العالم.. فقد وافق على خوض هذا اللقاء من أجل المال وكان رهانه الأول والأكبر هو ألا يسقط بالضربة القاضية.. وقد نجح فى تحقيق الهدفين.. فلم يسقط بالضربة القاضية رغم الضعف والألم.. وعاد لبيته وأولاده بالمال الذى كان يحتاج إليه.

 

ورغم سلوك عنيف وحوادث وجرائم سابقة تجعل من الصعب التعاطف مع تايسون.. إلا أننى تعاطفت معه بعد هزيمته فى تكساس وإعلانه أنه كان يحتاج للمال.. فليس من الصعب إدراك معنى وقسوة أن يخوض بطل سابق للعالم مواجهة هو نفسه أول من يعرف أنه لن يكسبها.. وبالتأكيد كان تايسون يعرف ويتوقع حجم السخرية التى سيلقاها بعد الخسارة.. فلم يعد الناس فى زماننا الحالى يلتمسون العذر لأى أحد.. لا يتسامحون مع ضعف من كان الجميع فى الماضى يخشون قوته.. واحتياج من كان يملك فى الماضى ثروة بلغت ٤٣٠ مليون دولار ضاعت نتيجة قرارات واستثمارات خاطئة.. وعلى الرغم من ارتباط تايسون العميق بالراحل محمد على كلاى لدرجة أنه كان أحد أربعة لازموا كلاى حتى القبر.. إلا أنه لم يتعلم من كلاى أشياء كثيرة كانت جميلة ومهمة وضرورية للمحافظة على تايسون.

نقلا عن المصرى اليوم