د. ممدوح حليم
دار حديث طويل بين يسوع المسيح وبين شخص له مكانته بين اليهود يدعى نيقوديموس، وقد اهتم يوحنا الإنجيلي بتدوين هذا الحوار العميق الشيق دون غيره من كتاب الإنجيل. في هذا الحوار أعلن المسيح لنيقوديموس حقيقة مهمة حين قال له:

"  لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية." (يوحنا ٣: ١٦)

يقول علماء الإنجيل و مفسروه إن هذه الكلمات تلخص مجمل الإنجيل ، و هي تجسد بصورة شاملة الإيمان المسيحي في كلمات قليلة.

إن الله يحب الإنسان، وقد أعطى البشرية ابنه المسيح. إن الإيمان بالمسيح يهب الإنسان الحياة الأبدية فلا يهلك. هذا هو مجمل الإيمان المسيحي.

 لقد تمخضت الثقافة المسيحية الشرقية الأرثوذكسية ذات الخلفية اللغوية اليونانية عن تعبير يجسد محبة الله للإنسان ، إذ دعت الله " محب البشر" ، وباليونانية " فيلا نيثروبي"   phila Nethropy

وبالرجوع إلى قاموس سترونج ( قسيس امريكي) اليوناني/ الإنجليزي نجد أن الفعل اليوناني المترجم هنا" أحب" مشتق من كلمة (أغابي) ويعني المحبة التي فيها البذل والتضحية. ويحمل أيضاً معنى " اشتاق الى" ، " وجد سعادة في" . إن الله يحب الإنسان ويجد سعادة فيه ويشتاق إليه. إنه " محب البشر" ( باليونانية: فيلا نيثروبي).

 والله بذل المسيح لأجل البشر. الفعل اليوناني المترجم هنا بذل يمكن ترجمته أيضا إلى أعطى ، وهب ، جاد ب. إن المسيح هو هدية الله للبشرية وللإنسان.
ايها القارئ، إن الله يحبك ، فهو محب البشر، يحبك دائما مهما كان حالك ، وهو يرعاك ويرشدك ويهتم بك .... تعال إليه لتتمتع بحبه.