ديڤيد ويصا
كام اختيار أو تَصَرُّف عملته زمان، وبتندم عليه دلوقتي؟
بتتمنّى الزمن يرجع عشان تغيّر اختيارك أو تصرُّفك؟

إجابتي الشخصية: طبعًا ندمت وكتير!
أعتقد ان الندم طبيعي ولازم يحصل لسبب أساسي ..
هو اننا بشر وطبيعي بنغلط في بعض اختياراتنا وأفعالنا ..
والأهم اننا مع الوقت بنكتسب خبرات جديدة وبنكون أنضَج ..
فعادي جدًّا نبُص لورا ونحس اننا اخترنا غلط لما كُنّا أقل نُضجًا!
--

لكن السؤال: نعمل إيه؟
أعتقد ان قُدّامي ٣ اختيارات ..
الأول، إني اعيش في دايرة النَّدم والحزن ..
واقتل الحاضر والمستقبل بإيدي ..
لأن الزمن –زي ما كُلّنا عارفين– مش هيرجع!
التاني، إني اغيَّر اللي حصَل بإني اشوف غلطتي واتعلّم منها ..
واختار اختيارات واعمل حاجات تبدّل حالي بحال أفضل ..
وده هينفع في بعض الحاجات، لكن مش كلّها!

التالت، إني اتعامل بشيء من الوعي والنُّضج مع الواقع واسأل:
إيه اللي ممكن اعمله دلوقتي عشان تكون خسارتي أقل ما يُمكن ..
وإيه اللي ممكن اعمله عشان اقدر اكسب أقصى ما يُمكن؟
الاختيار التالت فيه إدراك لمحدوديّتي، وكمان لإمكانيّاتي ..
محدوديّتي، هي ان فيه حاجات مقدرش اغيّرها ..
وبالتالي لازم اتعامل معاها زي ما هي ..

عشان تكون خسارتي بسببها أقل ما يمكن!
إمكانيّاتي، هي ان فيه حاجات اقدر احسّنها ..
وبالتالي لازم استخدم خبرتي ومهاراتي معاها ..
عشان يكون مكسبي منها أقصى ما يُمكن!
--

الحاجة اللي فعلًا بتعزّيني وقادر اختبرها في رحلتي مع الله ..
هي ان مفيش إنسان، مهما كان، يقدر يضمن نتيجة اختياراته ..
وبالتالي حتى لو رجع بينا الزمن واخترنا اختيارات مختلفة ..
ده مش معناه ان نتايجها هيكون كلها مكاسب!

وبالتالي ..
إتّكالي على الله دلوقتي، في الحاضر والمستقبل ..
عشان اسلّم بين إيديه فشلي ومحدوديّتي وقراراتي الغلط ..
هو المفتاح عشان الله يتدخّل ويغيّر حاجات مقدرش اغيّرها ..
وكمان يغيّرني انا عشان اقدر اتعامل مع واقع أقوى مني!
يمكن يساعدني الاقي منافذ تانية تقوّيني على مواجهة الباب المقفول ..
يمكن يغيّر أشخاص حواليّ عشان يفتح منافذ كنت متخيّل انها حيطان ..
يمكن يكمّل هو احتياجي ويملاني بتعزيته وسندته وقوّته ..
ويمكن يغيّر الظروف بطريقة تفوق توقّعاتي ويخلق حاضر بلا ماضي!
ــ

بصلّي لنفسي ولكل المكسورين بسبب ندمهم على اختياراتهم ..
إننا نختبر اللي قاله "صوفر النّعماتي" لأيوب:
"لأنك تنسى المَشَقّة، كمِياه عبَرت تذكرها .. الظلام يتحوّل صباحًا ..
وتطمئن لأنه يوجد رجاء.. وتربض وليس من يُزعج" (أي١٦:١١-١٩)
آمين!
ديڤيد ويصا