( بقلم : أشرف ونيس )
️ " تتحطم كل الخلافات العقائدية على صخرة تدعى المحبة " .
هناك من أظهر اعتراضه على تلك المقولة مهاجما الكاتب ؛ على انه لايصلح التضحية بالعقيدة لأى سبب من الأسباب و تحت أى ذريعة مهما أختلفت المسميات و التسميات ، خالطين بذلك بين كلمتي خلاف و اختلاف .
و لكن ليس بالضرورة لكى أكون مختلفًا معك فى أمر ما هو أن أكون معك فى خلاف ، فهناك فرق بين الخلاف و الاختلاف ، إذ أن :
✍️ الخلاف هو عدم التوافق و عدم التلائم فيما هو مُختَلَف عليه ، إذ يظهر فيه المرء متبرًأ من المحبة الذي تتجلى فى التعامل بين الافراد و بعضهم ، أما الاختلاف فهو وجود التضاد فى القضايا المتعددة مع الاحتفاظ بحق انسانية المختلِف و التعامل معه دون سجال شقاق و شجار ، فيقولون أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية !
✍️ الخلاف يرتكن إلى الكرامة الإنسانية دفاعًا عنها و حمايةً لها ، أما الاختلاف فهو مجرد من المشاعر الشخصية بل إنه يجانب الموضوعيّة و البعد عن الأهواء و الميول الذاتية .
✍️ الخلاف يُعَد تربة خصبة بل صورة من صور الانقسام و التنابذ بين الأفراد و بعضها ، أما الاختلاف فيغلفه الجمود و وحدوية رد الفعل تجاهه ، إذ إنه يعرض الحق بغض النظر عن رأى من يتلقاه و من ينظر له كلٍ حسب شخصه .
✍️ الخلاف هو انعكاس لتنشئة الفرد الاجتماعية و كيفية تعامله مع القضايا التى يظهر فيها الرأي و الرأي الآخر ، أما الاختلاف فهو تقديم للحق متى رآه فريق ما كذلك و السلوك بناء على ما يقدمه ذلك الحق من حقائق ، بغض النظر عن طريقة التعامل مع الشيء المختلف عليه .
✍️ الخلاف هو بذار للالتحام بُغضةً ثم الفِرقة و التفرُّق ضغينةً ، أما الاختلاف فهو توطئة للتعارف كلٌ على ثقافة الآخر بما فيه من تنوع و تباين و من ثم التعايش و التآخي و الانسجام
✍️ الخلاف يعد أساسا و أصلا و تأصلاً لإنشاء و بناء مجتمعات غير سوية إذ يعيبها التشوه و التقبيح نفسيًا و إنسانيًا و أخلاقيًا لما فيها من كراهية و سخط على الآخر ، أما الاختلاف فهو إرساء لبذار المحبة و التصافي و قبول الآخر مهما اختلف فيما و عما يعتقده و يحسبه و يكنَّه ذلك الآخر بين الأعماق عقلاً و نفسًا و روحًا .
✍️ الخلاف كثيرا ما يقترن اقترانا وثيقا بسياسة القطيع و التبعية التي تندثر بين طياتها الشخصية بما فيها من مقومات إذ إنها تسمع و تنفذ دون تفنيد و فحص لما هو مختلف عليه ، بينما الاختلاف يعد إشراقة شمس الشخصية المتكاملة المستقلة التى تختلف عن وعي و فطنة و استيعاب و انتباه .
✍️ الخلاف مدعاة للجمود و الانغلاق و التقوقع داخل حوصلة الثبات الفكري من دون تفكير إبداعي و تطوري أو تقدمي ، أما الاختلاف فهو نافذة الانفتاح على عالم مغاير لما نعرفه و نعتاد عليه لما قد يمنحنا فكرًا تقدميًا يكون تصديرًا و تمهيدًا و تقديمًا للتفاكر الإبداعى الخلاق و المبتكِر و المتمايز .
✍️ الخلاف هو استهلال و بداية لقبول التعاليم الفاسدة و الفساد التعليمي من كل حدب و صوب دون تفرقة بين الغث و الثمين ، الصالح و الطالح ، بينما الاختلاف هو الوقوف عند كل غريب و غير مألوف و النظر إليه دون الانزلاق بين فكي الجهل و الحماقة و البلاهة و السخافات .
✍️ الخلاف هو أحد أسباب و دواعي فقر الشعوب لِمَا يُنفق و يُستهلك على الحروب و الصراعات بما فيه من نتائج خطيرة و مريعة على مستقبل الشعوب كما الأفراد سواء بسواء ، أما الاختلاف فهو أحد أوجه جذب الأنظار إلى من هم مختلفون و مغايرون لغيرهم دون قتل و اقتتال على ماهو مُختَلف عليه ، مما له من الخير العائد على الأمم من استقرار و ثبات و هدوء و رخاء ....... .
ليتنا نبذل من الجهد الجهيد الكثير ، و نصل في الكد و التفاني قصارته ، للتعمق فى المعاني و التمعن فيما تحتويه ، حتى نكون بمنأى عن أى تجنٍ و تعدٍ و ظلم على نوايا الآخرين و ما يقصدونه و يتجهون له و يعنونه ، فنكون منصفين و عادلين فيما نحكم و ندلو و نبت فيه على أفراد و كتابات قد تكون أبعد ماتكون و سوء المعاني و الخلط بينها .