دكتور.جوزيف سعد حليم
إن كنت تجلس في مدرجات المؤيدين أو كنت في مدرجات المعارضين فأرجو أن تتخلي عن تأييدك أو معارضتك وتخرج خارج استاد الصراع أقصد خارج هذه المنطقة المؤيدة أو المعارضة لنصل معاً بنعمة الله إلى "رأي واحد" يجمعنا ولا يُفرقنا كما أوصانا الكتاب " كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ،" (1 بط 3: 8 ) في الحقيقة أنني لي فترة كبيرة أريد الكتابة عن هذا الأمر لكن الجو كان مشحوناً بروح "الفُرقة والصراع " لذا لم أشأ أن أكتب في ذلك الوقت ، لكن الآن بعد أن هدأت الأمور دعونا نناقش الأمر بهدوووووء ... في البداية دعونا نطرح عدة أسئلة انطلاقا من نفس السؤال عنوان الموضوع
هل أخذ المسيح جسداً فاسداً؟ وما معنى كلمة " الفساد " لغوياً وكتابياً وآبائياً؟
وهل الفساد مرتبط بالخطية؟ أو ما هي العلاقة بين الفساد والخطية؟
وهل الفساد دخل إلينا بسبب الخطية أم هو عنصر أصيل في خلقتنا؟! فهل الفساد أثر من آثار الخطية؟
وهل ناسوت الرب يسوع المسيح كان قابلاً للخطية والفساد؟!
فهل حينما تجسد الرب يسوع المسيح اتخذ لنفسه جسداً خاصاً أم اتخذ طبيعة فاسدة كطبيعتنا الفاسدة بالخطية بحكم الميراث أي فاقدة للنعمة وفاقدة للحفظ من الفساد؟
فهل كون جسده كان قابلاً للموت يعني أنه كان قابلاً للفساد مما يعني أنه كان قابلاً لكل خطية؟ وإن كان كذلك فلماذا ولد من عذراء؟
ولماذا قال لها الملاك «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو 1: 35)؟!
وهل هذا القول يعني أنه جاء في جسد "طبيعته فاسدة" وهو المكتوب عنه "فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا." (كو 2: 9) فهل "حل كل ملء اللاهوت في جسد فاسد"؟!
وماذا عما قاله القديس أثناسيوس الرسولي " لأنه وهو الكائن الكلي القدرة وبارئ كل شيء، أعد الجسد في العذراء ليكون هيكلاً له وجعله جسده الخاص متخذاً إياه أداة ليسكن فيه ويُظهر ذاته به " ق. أثناسيوس الرسولي، كتاب تجسد الكلمة الفصل الثامن الفقرة 3؟!
فهل كل هذا الإعداد وهذا الجسد الخاص يُنتج في الأخير "جسداً فاسداً"؟!
وما هي أقوال الآباء عن هذا الأمر؟!
وما معني قول الكتاب في (مز 16: 11، أع 2 : 27 ) "… وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا" ؟!
وكيف لمن أخذ طبيعة فاسدة أن يشفي ويُخلص طبيعتنا الفاسدة من الفساد؟
فهل الفاسد يستطيع علاج الفساد؟! فهل الحية النُحاسية التي كان كل من ينظر إليها بإيمان يُشفى هل هذه الحية النحاسية كانت تشبه تماماً الحيات السامة؟! فهل كانت تحمل السم كما الحيات التي كانت تلدغ الشعب في القديم؟ وإن كانت كذلك فكيف تصلح أن تكون رمزاً للطبيب الأعظم الطبيب الشافي؟!
تعبتم من الأسئلة؟! ندخل في الموضوع وسنبدأ بالناحية اللغوية حتى نصل لإجابة السؤال "هل أخذ المسيح جسداً فاسداً؟!
أولاً: معنى "الفساد" لغوياً
1. في اللغة العبرية (لغة العهد القديم)
שחיתות بالعبري وتنطق إشخيتوت ومازالت تُنطق هكذا عند اليهود السفارديم أما بحسب نطق الأشكناز فتُنطق " إشهيتوت "
وهي من الفعل شهت ويعني يُتلف أو يصبح فاسداً أو يبيد ويهدم ويخرب وقد ورد هذا الفعل حوالي 140 مرة في العهد القديم " وقد يصف هذا الفعل فساد أو خراب مجموعة متنوعة من الأشياء، مثل فساد الأحياء مثل ما ورد في (تك 6: 11، 12) وبهذا يمكننا القول أن معنى الفساد في اللغة العبرية الخراب والتلف والتدمير والإبادة.
وقد جاءت ب 3 معاني رئيسية في العهد القديم: (بإيجاز والشرح فيما بعد)
1. فساد (تك 6: 11، 12)
2. خراب أو هلاك (تك 6: 13، 17 & تك 9: 11، 15)
3. تدمير أو إتلاف كما في (خر 21: 26 & تث 20: 19، 20)
2. في اللغة اليونانية:
نكتفي بهذه الحلقة الأولى من ضمن سلسلة مقالات حول هذا الأمر حتى لا يكون البوست طويلاً مملاً ،
وفي الحلقة القادمة سنكمل بنعمة الله صلواتكم المباركة