ياسر أيوب

فى ديسمبر 2023.. وبعد انتهاء مباراة نادى أنقرة جوجو مع نادى ريز سبور بالتعادل فى الموسم الماضى للدورى التركى الممتاز.. اقتحم فاروق كوكا رئيس نادى أنقرة الملعب وقام بلكم الحكم هاليل أوموت ميلر الذى سقط على الأرض بسبب قوة اللكمة.. وكان يرافق رئيس النادى رجلان قام أحدهما بركل الحكم فى وجهه مما أدى إلى تورم عينيه.

 

وعلى الفور قرر الاتحاد التركى لكرة القدم إيقاف المسابقة.. وأثار الحادث غضب واستياء الجميع فى تركيا، سواء المهتمين بكرة القدم ومسؤوليها وجماهيرها.. أو حتى الذين لا علاقة مباشرة لهم باللعبة.. وبسرعة أصدر نادى أنقرة بيانا اعتذر فيه للحكم ولكل أسرة التحكيم فى تركيا وأسرة الرياضة.. وعلى الرغم من اعتذارات متكررة قدمها نادى أنقرة.. ورغم قرار الاتحاد التركى لكرة القدم إيقاف فاروق كوكا مدى الحياة.

 

ورغم استقالة فاروق كوكا والابتعاد عن نادى أنقرة.. إلا أن ذلك كله لم يكن مقنعا لوزير العدل التركى يلماظ تونك للاكتفاء بهذه العقوبة.. وهكذا تحول الاعتداء على الحكم إلى جريمة جنائية تستدعى التحقيق والمحاكمة.. واستمرت المحاكمة حتى شهر نوفمبر الحالى، حيث أصدرت المحكمة، يوم الاثنين الماضى، حكما بحبس فاروق كوكا ثلاث سنوات وسبعة أشهر بتهمة الاعتداء الجسدى المتعمد على من كان يقوم بعمل عام ويؤدى وظيفته.

 

وعوقب أيضا بالسجن من ساعدوا رئيس النادى بالاعتداء على الحكم.. ولم تلتفت المحكمة لدفاع فاروق كوكا، وأن قرارات الحكم أوموت ميلر كانت مخطئة وبسببها تعرض نادى أنقرة للظلم وفقدان نقطتين كان الأحق بهما لولا الحكم.. ورأت المحكمة أن أى قرار للحكم حتى لو لم يكن صحيحا فذلك ليس مبررا للاعتداء عليه بأى شكل.. ولم يتضامن أى أحد مع رئيس النادى البالغ من العمر 59 عامًا.

 

ولم يقبل أحد أن فوز نفس هذا الرئيس سابقا بجائزة اللعب النظيف يصبح مبررا لعدم محاسبته ومحاكمته وإدانته حين أخطأ.. لم يقل أحد أيضا إنها المرة الأولى التى يمارس فيها فاروق كوكا مثل هذا السلوك.. فالصحافة التركية ومسؤولو الكرة التركية أيضا رأوا واتفقوا على أن التساهل مع رئيس النادى سيفتح الباب مستقبلا لأن يمارس آخرون نفس السلوك أو يقوم الحكام الأتراك بإدارة المباريات دون شعور بالحماية، وخائفون من أى اعتداءات وهجوم يطالهم لمجرد أن مسؤولا أو مدربا أو لاعبا لم ترضه نتيجة المباراة أو قرار الحكم الذى أدارها.

 

 

فالحكم حين يأتى للملعب خائفا أو متوترا عارفا بأنه لن يحميه أحد.. سيخطئ بالتأكيد مهما كانت كفاءته وقدرته ولياقته ونزاهته.. ومن أجل ذلك كان هذا الحكم الذى لم يره أحد حكما قاسيا أو مبالغا فيه.

نقلا عن المصرى اليوم