حمدى رزق
والله زى ما بقولك كده، كابتن مصر وهدافها، ونجم ليفربول والكرة الإنجليزية، محطم الأرقام الكروية العالمية، كابتن «محمد صلاح» خارج ترشيحات الكرة الذهبية الإفريقية لهذا العام (2024).
عباقرة الاتحاد الإفريقى المعتزلون، اختاروا (10 لاعبين أفارقة يلعبون خارج القارة السمراء) للتنافس على جائزة «الكاف» لأفضل لاعب إفريقى لهذا العام، أشهرهم «أشرف حكيمى»، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسى، والمغربى «سفيان رحيمى»، لاعب العين الإماراتى.. وهلمَّ جرا.
مطالعة بقية الأسماء المجهولة كرويًا فى القائمة تصيبك بدهشة ممزوجة باستغراب، تترجم استهجانًا.. ما هكذا يا سَعْدُ تُورد الإبل، وبالمثل: ما هكذا يا باتريس تُورد الترشيحات، وباتريس موتسيبه Patrice Motsepe هو رجل أعمال جنوب إفريقى وأحد أقطاب صناعة التعدين فى إفريقيا، يترأس حاليًا الكاف (الاتحاد الإفريقى).. يوصف بـ«ملياردير الكرة الإفريقية»!!
لا تسألن عن السبب، سبب استبعاد صلاح من قائمة العشرة المبشرين بالجائزة الذهبية، ولن يجيبك دهاقنة الاتحاد الإفريقى، ليس لديهم إجابة مقنعة.. للأسف الصغار يتحكمون فى ترشيحات الكبار، فحسب الانحيازات العمياء، والترشيحات الغبية، والوصاية على الجائزة من متنفذين كرويًا من خارج القارة السمراء.
هناك قط أسود فى الغرفة المظلمة، عندما تتجاهل الترشيحات الإفريقية التى يقررها (كباتن منتخبات القارة، ومدراؤها الفنيون، وخبراؤها المعتمدون) ترشيح لاعب بحجم ووزن صلاح، كيف هذا؟ هل هذه ترشيحات نظيفة، خلو من الهوى والوصاية والرعاية؟!
صلاح رقم صعب كرويًا، بأرقامه وأهدافه وتمريراته الحاسمة وموقعه ومكانته الكروية العالمية.. صلاح لو بيلعب برجل واحدة لا تُخطئه الترشيحات المنصفة.
عندما تتجاهل الترشيحات العمياء ضيقة الأفق «ميسى» الكرة الإفريقية، فى موسم استثنائى يقدم فيه صلاح أقوى عروضه فى الملاعب الإنجليزية، مستوجب تجاهل هذه الترشيحات التى تنم عن جهل مطبق بأوزان اللاعبين الأفارقة داخل وخارج القارة السمراء.
بالسوابق يُعرفون، مرات تخطى الاتحاد الإفريقى صلاح ومنح جائزته للاعبين لا يطمحون إليها فى وجود صلاح، مهضومة فى سياق الترضيات الكروية التى ابتُليت بها الكرة الإفريقية.. ولكن تجاهل ترشيحه بالكلية يُترجم عمى كروى، عمى حيثى، هناك من تعمد استبعاد صلاح تلبية لغرض، والغرض مرض كما يقولون.
صلاح لم يطلب الجائزة، ولن يطلبها، ولم يسعَ إليها، الجوائز تسعى إليه عادة، وحصل عليها سابقًا مرات، أخشى القول إن صلاح تجاوزها من زمن، عندما تصغر الجائزة إلى حدود ترشيح لاعبين يتمنون صورة «سيلفى» مع صلاح، ويجتهدون فى الحصول على فانلته افتخارًا.. يبقى فيه حاجة غلط، فيها «إن وأخواتها»، فيها ريحة وحشة، نفاذة، كثير من الأقاويل تلف جوائز الاتحاد، سيما مموليها الخفيين.
معلوم الجوائز على المستوى العالمى تحكمها مصالح الشركات الراعية، تترجم أموالًا وعطايا ومنحًا وساعات ذهبية، وفضائح الجوائز الكروية تزكم الأنوف، والفساد للركب، والجوائز الإفريقية بالضرورة ليست استثناء، هناك تربيطات ومصالح وتمويلات، ولكن استبعاد صلاح تمامًا من الترشيحات، هذا يجاوز حديث التربيطات والتمويلات والرعايات، هذا فعل انتقامى، تحركه أرواح شريرة، صلاح مستبعد لأنه صلاح (فخر المصريين) وليس لأسباب كروية أخرى..
نقلا عن المصرى اليوم