ياسر أيوب
قبل ٥٠ يوما من انطلاق دورة باريس الأوليمبية الماضية.. قام ٣٠ عاملا بتثبيت الخمس حلقات الأوليمبية فوق برج إيفل بين الطابقين الأول والثانى.. ومن يومها ظل برج إيفل يزدان بهذه الحلقات التى تزن ٣٠ طنا ويبلغ قطر كل حلقة منها ٩ أمتار.. وبعد انتهاء الدورة الأوليمبية.. قررت آن هيدالجو، عمدة باريس، الاحتفاظ بشكل دائم بالحلقات الأوليمبية فوق برج إيفل كذكرى لنجاح دورة باريس وحتى لا ينسى الباريسيون فى أى يوم نجاح مدينتهم فى تنظيم واستضافة إحدى أجمل الدورات فى التاريخ الأوليمبى.

ولم تكتف هيدالجو بذلك لكنها حرصت أولا على الحصول على موافقة رسمية من اللجنة الأوليمبية الدولية على بقاء حلقاتها فوق برج إيفل.. لكن المفاجأة كانت الحرب التى بدأت ضد هيدالجو.. فهى لا تملك باريس لكن تحكمها فقط.. وسيأتى يوم ترحل فيه هيدالجو عن منصبها وسيبقى برج إيفل رمزا لباريس.. وليس من حق هيدالجو وأى أحد آخر مهما كان منصبه تشويه وتغيير ملامح أشهر معالم المدينة.

وكان من قادة هذه الحرب رشيدة داتى وزيرة الثقافة الفرنسية منذ يناير الماضى.. وأكدت رشيدة أن برج إيفل من المعالم التاريخية التى لابد من المحافظة عليها ودوام الاعتزاز بها بعيدا عن أى رؤى خاصة وهوى شخصى.. وانضمت لهذه الحرب أسرة جوستاف إيفل الذى شيد هذا البرج الشهير.. وقال أوليفييه بيرتيلو، حفيد جوستاف إيفل، إن جده شيد هذا البرج ليصبح ويبقى رمزا لباريس وليس كتلة من حديد تصلح لتعليق الشعارات والملصقات الإعلانية.

وقال آخرون كثيرون إنه لو تم السماح لعمدة باريس بتنفيذ رغبتها الخاصة للإبقاء على الحلقات الأوليمبية فوق برج إيفل.. ستصبح سابقة يستند إليها آخرون يقومون بتغيير بقية معالم باريس التاريخية وفقا لرؤاهم الخاصة على حساب العراقة والتاريخ الباريسى القديم والجميل.. وانتقد كثيرون أيضا اهتمام هيدالجو بلصق الحلقات الأوليمبية فوق برج إيفل ناسية أنه من أهم أولوياتها المحافظة على نظافة المدينة وحل أزماتها سواء الزحام المرورى الخانق والمشردين فى الشوارع وتلوث نهر السين الذى كان فضيحة فرنسية قبل وأثناء دورة باريس.

وبالفعل انتهت هذه الحرب بالفعل بهزيمة هيدالجو وتمت إزالة الحلقات الأوليمبية من فوق برج إيفل.. لكن لم تعترف هيدالجو بهذه الخسارة أو تستسلم لها ولاتزال حتى الآن تأمل فى إعادة الحلقات الأوليمبية فوق برج إيفل مقتنعة بأن هذه الحلقات ليست تشويها للبرج الباريسى الشهير وانتقاصا من قيمته ومكانته التاريخية.. ويؤيدها قليلون يرون الجمع بين إيفل والشعار الأوليمبى انتصارا لباريس باعتبارها المدينة التى من أجلها شيد هذا البرج ولأنها أيضا كانت المدينة التى اخترعت اللجنة الأوليمبية الدولية ودوراتها.
نقلا عن المصرى اليوم