حمدي رزق
يقطع من هنا ويوصل من هنا.. تنقص إيرادات القناة، تزيد تحويلات المصريين فى الخارج.. ربك مع المصريين جابر.

انخفضت إيرادات رسوم المرور بقناة السويس لتسجل نحو ٦.٦ مليار دولار خلال العام المالى (٢٠٢٤/٢٣) مقابل ٨.٨ مليار دولار خلال العام المالى السابق عليه. (من بيان البنك المركزى المصرى).

فى نفس الفترة تقريبًا تسجل تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال الـ٨ أشهر الأولى من العام الحالى نحو ١٨.١ مليار دولار، مقابل نحو ١٣.٣ مليار دولار خلال نفس الفترة من عام ٢٠٢٣.

لن يضيعنا الله أبدًا، والثقة فى الله تُترجم توكلًا على الله، والتوكل خلاف التواكل، والتواكل صنعة المتعطلين.

الزيادة فى تحويلات المصريين، بالمناسبة، خلو من تحويلات إخوان الشيطان، هؤلاء لا يعملون أصلًا، ولا يحولون بنسًا، ولا يدفعون جنيهًا ضرائب، يأكلون سحتًا من أموال المصريين ويصرفون على بطاقة التموين ويخربون الاقتصاد الوطنى ما استطاعوا إليه سبيلا.

الحمد لله عادت التحويلات إلى سياقها الطبيعى، عادت بحس وطنى دافق، وعلى وقتها كما يقولون، كم نحن فى أمسّ الحاجة إلى استدامة تدفق التحويلات التى تعد مصدرًا رئيسيًا للعملات الأجنبية، وداعمًا رئيسيًا للاحتياطى النقدى فى البنك المركزى، هل من مزيد؟!

ارتفاع أرقام التحويلات ما بعد التعويم (٦ مارس)، قبل أن تدل على الوفاء من جانب هؤلاء المقدرين، تؤشر على إحباط مؤامرة الجماعة الإرهابية وأذنابها لحجب التحويلات الدولارية من الخارج.

سماسرة الإرهابية ووسطاؤها فى الخارج، خاصة فى منطقة الخليج، قطعوا الطريق ككلاب السكك العقورة على تحويلات المصريين، كانوا يشترون الدولارات من المنبع بأسعار خرافية، راجت فى السوق السوداء فوق أسعار البنك المركزى (قبل ٦ مارس).

تعمدوا تجفيف موارد النقد الأجنبى من منبعه فى الخارج، وحرمان الخزانة المصرية من التحويلات الدولارية المليارية، الإخوان أنفقوا على مخططهم الجهنمى إنفاق من لا يخشى الفقر.

بيان البنك المركزى عن تدفق التحويلات يؤشر على نجاعة الإجراءات الإصلاحية التى تم اتخاذها فى (٦ مارس الماضى) التى كبحت جنون الدولار فى السوق السوداء، وسدت الفجوة بين السعر الرسمى والسعر فى السوق السوداء، فجوة استقطبت التحويلات بعيدًا عن مسارها الطبيعى، البيع كان هناك فى الخارج، والقبض هنا بعيدًا عن صالات البنوك.

وربك للمصريين جابر، انزاحت الغمة، وعادت التحويلات سيرتها الأولى دافقة فى عروق الاقتصاد المصرى، وهنا يلزم الاحتفاء والحفاوة بهؤلاء المرابطين على ثغور الوطن فى الخارج، خط الدفاع الأول، ومورد الاقتصاد الأول، والمربوطين بحبل سرى بالوطن لا يغيب عن ناظريهم لحظة.

تحية مستحقة لهؤلاء القابضين على الجمر فى شتات الغربة، من لم يجرّب الغربة قعودًا فى وطنه لا يشعر بمعاناة هؤلاء فى بلاد غير البلاد، الغربة، وما أدراك ما الغربة، ثقيلة الوطأة على النفس، صعيبة الغربة، أعوام فى الغربة تجعلك تتمنى يومًا فى حضن الوطن.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل، هؤلاء المكافحون المثابرون المخلصون يحدثون فارقًا، هؤلاء أولى بالرعاية والتواصل الحميم، ورسائل الرئيس إليهم فى كل المناسبات الوطنية تحمل تقديرًا وعرفانًا، وما جزاء الإخلاص فى نصرة الوطن إلا نصرتهم فى غربتهم، ربنا معاهم..
نقلا عن المصرى اليوم