قال الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة "أونا للصحافة والإعلام"، إن حديث الطبيبة وسام شعيب أثار اهتمامًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تداعياته على سمعة المرأة المصرية، سواء من الناحية الشخصية أو الوطنية، موضحا الجلاد أن الفيديو الذي نشرته الطبيبة أصبح حديث الساعة في الأوساط الرقمية، حيث تضمن آراء أثارت قلقًا بشأن القيم والأخلاقيات، وتأثيرها على صورة المرأة المصرية في المجتمع.

وأضاف الجلاد خلال بث مباشر في برنامجه "لازم نفهم"، عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن فكرة الخصوصية في مصر بدأت تتآكل بشكل كبير مع طغيان السوشيال ميديا ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن الحالة الاقتصادية الصعبة لبعض الناس دفعتهم إلى منصات التواصل الاجتماعي لتحسين أوضاعهم المالية.

وتابع: "خطورة هذه المسألة أنها جلبت قطاعا عريضا من الطبقة الدنيا إلى منصات التواصل الاجتماعي للبحث عن مزيد من الأموال، ورأينا كثيرا من التنازلات على تيك توك وغيره، من أجل مزيد من الانتشار وتحقيق عائد مادي من وراء ذلك، ولكن المصيبة الحقيقية أن الطبقة العليا أو المتوسطة والنخبة في مصر أصابتها هذه العدوى".

واستكمل الجلاد حديثه بالقول إن "المشكلة تتمثل في أن هذه النخبة هي التي تؤثر في الطبقات الدنيا من المجتمع وتعلمها أشياءً أخلاقية ومنها احترام الخصوصية، ولكن الهرم أصبح مقلوبا وهذه الطبيبة التي من المفترض أن تعلم الناس مبادئ الخصوصية إذا بها تنتهكها وتفضح حالة طبية جاءت لها العيادة وتخالف ميثاق أخلاقي أقسمت عليه وتسيء إلى مجتمع ودولة كاملة، وتقوم بتعميم الموضوع وكأن جميع نساء مصر مثل هذه الحالة التي تناولتها خلال الفيديو الذي نشرته".

ولفت رئيس تحرير "أونا" - التي تضم مواقع "مصراوي ويلاكورة والكونسلتو وشيفت- إلى وجود "سقطات كثيرة" للغاية في هذا الفيديو المنشور من طبيبة وليس من شخص جاهل، موضحا أن "هذا السقوط الأخلاقي منتشر في القاع كثيرا وبدأ يعدي النخبة".

وشدد على أن هذه الطبيبة تُقلد ما يتم ترويجه على صفحات السوشيال ميديا، لكن "في جانب من الموضوع هي مجني عليها لأنها ترى أن المجتمع كله يقوم بمثل هذا الأمر بشكل طبيعي، وهي ترى أن الناس تُدخل الكاميرا إلى المطبخ وغرف النوم وكل مكان في المنزل، كما يتم استغلال الأطفال في تحقيق أرباح على وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن يتم اتخاذ أي موقف من الجهات المسؤولة".

وأكمل الجلاد: "أصبحت لدينا مشكلة كبيرة جدا، فإذا كانت هذه الطبيبة تدعو الجمهور المتابع لها إلى عمل لايكات بعد الفيديو الذي قدمته وهي تقول كلام خطير جدا وغير أخلاقي يؤكد وجود خلل كبير، لأن الكل يسعى خلف الشهرة السهلة وبالتالي يخرج علينا يتحدث في قضايا غير أخلاقية سعيا وراء التريند بغض النظر عما يقوله، حتى أنني اندهشت من الكلمات التي تقولها هذه الطبيبة خلال الفيديو وهي طريقة لا تناسب الأطباء، ولكنها استعارت طريقة القاعدة الواسعة التي تخرج على التيك توك، كما أنها استعارت انتهاكهم للخصوصية فأصبحت في منطقة رخيصة رغم أنها من طبقة عليا، وليست هذه هي الشهرة الإيجابية، ومن حقنا أن نغضب فليس هناك أغلى من الشرف حتى نغضب عليه لكن كلنا متهمون لأن المجتمع أغلبه يفعل ذلك".

وأرجع الجلاد تزايد هذه الظاهرة لثلاثة أسباب:
السبب الأول: يتمثل في عدم وجود منظومة أخلاقية يتعلم منها المواطن القيم والأخلاق، فأصبح الشارع هو الذي يربيه والمطلوب وقفة مع هذا الأمر بعد تراجع الأخلاق وانتهاك الخصوصية.

السبب الثاني: يتمثل في الحالة الاقتصادية التي تدفع بعض النساء إلى أن تفتح الكاميرا في غرف نومها وفي المطبخ، وبعض الفنانات يظهرن في التحديات على تيك توك، وهو ما يعطي شرعيه لمثل هذه الأمور ويدفع باقي المواطنين بشكل نفسي إلى تقليدهم.

السبب الثالث: السعي خلف شهوة الشهرة وكان مفروضا على "وسام" أن تسعى للشهرة عن طريق علمها وطبها مثل الدكتور مجدي يعقوب أو هاني الناظر وغيرهم كثيرون حصدوا الشهرة من خلال عملهم بشكل إيجابي.

في النهاية، شدد الجلاد على ضرورة اتخاذ موقف حازم من الجهات المسؤولة لوقف هذه الظاهرة التي تؤثر سلبًا على المجتمع المصري.