كمال زاخر
يصادفنى بشكل متكرر اطروحات لأصدقاء ومحبين، ييدون فيها اسفهم من - وعلى - خدام كثيرهم شباب، وطيف منهم يشغل موقعا خدمياً كهنوتياً، بدرجاته المختلفة، يعتنقون افكاراً متأثرة بثقافات غيبية وموروث شعبوى، يفتقر للوعى المسيحى الارثوذكسى، رغم انهم متميزون فى خدمتهم نشاطاً وافتقاداً ومحبة ورفقاً بالفئات الاكثر احتياجاً، نفسياً ومادياً وروحياً.
الأمر متجاوز الأشخاص ومتجاوز جيلهم بل واجيال سبقتهم ولحقتهم، ويصل الى منظومة تكوينهم، تعليما وتسليماً وترسيخاً لمفاهيم، لم تلتفت لما فى خزائن كنيستها من زخم ارثوذكسى مبهر، عموده الفقرى لاهوت الثالوث والتجسد والفداء، ومنتجه الاساسى حياة الشركة والتكامل (كما الثالوث) والحب والبذل (كما الفداء) ، والقبول المتبادل (كما الجسد الواحد الذى رأسه الرب يسوع المسيح) ، وهدفه تأكيد قيمة الإنسان المفدى المسترد لتواصله الالهى.
من هنا نشير الى باب الخروج من منظومة بديلة استغرقتنا، انطباعية بلا جذور وشخصية شكلتها مياه غريبة وجدت طريقها الى قنواتنا ودروبنا - بحكم قانون الأوانى المستطرقة - لأنها لم تقم حراساً على تخومها.
دعونا نخرج بسرعة من باب الجدل المشخصن، والانحيازات لأشخاص يتوهم البعض انهم طريق ابديتنا وخلاصنا ... مثبتين نظرنا على "رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ."
مدعومين ب " سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ المُحِيطَةٌ بِنَا"، "لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا،"
(راجع عبرانيين ١٢)