هاني صبري - المحامي
يثار بين الحين والآخر موضوع رسامة المرأة قساً من أحد الطوائف المسيحية ولأسباب لا نعلمها.

جدير بالذكر أن الكتاب المقدس لم يسجل رسامة امرأة قسًا، وأن الرب يسوع بحكمته الغير محدودة أختار  12 تلميذًا من الرجال و70 رسولًا كلهم رجال لذلك فمن يقوم بعمل خدمة الرب يسوع في التعليم داخل الكنيسة يجب أن يكونوا رجالاً مشهود لهم بالإيمان والسلوك الصالح والفهم الكتابي السليم، ولا أحد ينكر الرسالة العظيمة التى كلفت المرأة بها من الرب.

في تقديري الشخصي: أرفض رسامة المرأة قِسًا وهذا ليس تقليل من  المرأة أو الانتقاص منها ولا دعمًا لتسلُطً الرجل، بل حمايةً للحق الكتابي لان رسامة المرأة قساً مخالف لتعاليم الكتاب المقدس، ويجب عدم التعدي على الأدوار التي حددها الله في كنيسته .

لقد خلق الله الإنسان ذكرًا وأنثى على صورته كشبهه (تكوين 1: 27). فهم متساوون في الوجود والكينونة والقيمة من حيث الخلق. وبالفداء ولهم أيضًا نفس النصيب الصالح نتيجة عمل المسيح الكفاري، فهم واحد في المسيح ، لكن هذا لا يلغي أو يمنع وجود فوارق طبيعية وضعها الله في الذكر والأثنى حين خلقهم. وهذه الفوارق تتمثل في الأدوار والمهام والإمكانيات التي وضعها الله في كلا منهم .

إنَّ رسامة المرأة قِسًا عدم طاعة لوصية الكتاب المقدس الواضحة لحفظ دور القس للرجل. فيقول الكتاب المقدس، "لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي. وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ." (1 تيموثاوس 2: 11–15).

"لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ". (1 كورنثوس 14: 34-35)
 هذه الآيات تعلّم بوضوح عدم السماح للمرأة أن تعلّم أو تتسلّط في الكنيسة في (1 تيموثاوس 2: 12) ، ولم يمنع عن المرأة أن تعلّم وترشد أسرتها داخل البيت، لكنه فقط يمنعها من وظيفة التعليم داخل الكنيسة، هذه الوظيفة التي أودعها الله للرجال على وجه التحديد، وهذا ليس له علاقة بمواهب المرأة أو استحقاقها وحقوقها لكن بالطاعة ورئاسة الرجل. فالمسيح هو الملك والرأس الوحيد لكنيسته، يحكم فيها من خلال كلمته وروحه. وليس مسموحًا للكنيسة أن تمارس أي أمر يخالف الكتاب المقدس. فكلمة المسيح تمنع المرأة من أي التعليم داخل الكنيسة بحسب (1 تيموثاوس 2: 12).

والأسباب التي يعطيها بولس الرسول غير مرتبطة بالعادات الاجتماعية، بل بأسباب تنطبق على كلّ العصور، وهي كون آدم خلُق أولًا، وكون المرأة انخدعت أولًا. (1 تيموثاوس 2: 13-14). ويأتي بعد هذا النص مباشرا التعليم بشأن مؤهلات وظيفة القس و الأسقف في الكنيسة (1 تيموثاوس 3: 1-7) والتي تنطبق فقط على الرجال على أساس أنه تم استثناء المرأة من هذه الوظيفة في (1 تيموثاوس 2: 12–14) فقد وضع الله نظامًا في الخلق وعلى الكنيسة أن تتبع هذا النظام. ولأن قوانين الخلق لا تتغير فكذلك تطبيقها لا يتغير فيما يتعلق بعدم جواز رسامة المرأة قساً .

لاحظوا أيضًا أن العهود الكتابية الستة التي صنعها الله مع شعبه كانت من خلال وساطة الرجل وليس المرأة. فالرجل هو الممثل لخليقة الله بما فيها النساء. فكما رأينا مثلاً، العهد الذي قطعه الله مع آدم تطلّب ولاء آدم بالطاعة وشمل على عواقب العصيان وهو الموت. وهذا كله قُيل لآدم باعتباره ممثلاً ونائبًا ورأسًا لحواء.فالرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح هو رأس الكنيسة (أفسس 5: 23).

 أن رئاسة الرجل متجذّرة بعمق في نظام الخلق نفسه (تكوين 2: 15–24، 3: 15–19، 1 تيموثاوس 2: 11–15، 1 بطرس 3: 1–7)، وكذلك أيضًا في النظام الذي وضعه الله في الكنيسة. ومن ثم وفقاً لتعاليم الكتاب المقدس لا يجوز رسامة المرأة قساً، فأن أدوار العلاقات الذي منحها الرب للرجل والمرأة غير قابلة للتفاوض فيها. فالأمر يتعلق باللاهوت وليس تسيّد ثقافي أو تأثير مجتمع ذكوري كما يدعي البعض.

اما ما يظنه البعض وجود شخصيات مثل دبورة القاضية في سفر القضاة أصحاحات 4–5 يجعل من حق المرأة التعليم داخل الكنيسة.

فهذا مردود عليه فكونها قاضية يعني أنها كانت تحكم بين الناس، حيث يقول الكتاب “فِي أَيَّامِ حُكْمِ الْقُضَاةِ” (راعوث 1: 1). فحكم القضاة لم يكن وظيفة دينية. كان الكهنة واللاويين هم الوعاظ وقادة العبادة في ذلك الوقت.

ونحذر من التعليم الليبرالى الحر  الذى يخالف تعاليم الكتاب المقدس. ويجب علينا جميعاً رفض رسامة المرأة لان تلك التعاليم الخاطئة دخيلة على قيمنا ومبادئنا المسيحية.