د. ممدوح حليم 
أوصت الوصايا العشر أن يقدس يوم السبت، أي لا يصنع الإنسان فيه عملا، والآن إلى نص الوصية: 
٨ اذكر يوم السبت لتقدسه. ٩ ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك، ١٠ وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك. لا تصنع عملا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك. ١١ لأن فيستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، واستراح في اليوم السابع. لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه. (الخروج ٢٠: ٨-١١)
 
 لقد حدثت تصادمات كثيرة بين المسيح ومعلمي الديانة اليهودية حول أبعاد تنفيذ هذه الوصية، من هذه المواقف:
١ وإذ جاء إلى بيت أحد رؤساء الفريسيين في السبت ليأكل خبزا، كانوا يراقبونه. ٢ وإذا إنسان مستسق كان قدامه. ٣ فأجاب يسوع وكلم الناموسيين والفريسيين قائلا: «هل يحل الإبراء في السبت؟» ٤ فسكتوا. فأمسكه وأبرأه وأطلقه. ٥ ثم أجابهم وقال: «من منكم يسقط حماره أو ثوره في بئر ولا ينشله حالا في يوم السبت؟» ٦ فلم يقدروا أن يجيبوه عن ذلك. (لوقا ١٤: ١-٦)
 
وفي السياق ذاته، جاء بالانجيل معجزة أخرى حدثت يوم السبت، هي:
١٠ وكان يعلم في أحد المجامع في السبت، ١١ وإذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة، وكانت منحنية ولم تقدر أن تنتصب البتة. ١٢ فلما رآها يسوع دعاها وقال لها: «يا امرأة، إنك محلولة من ضعفك!». ١٣ ووضع عليها يديه، ففي الحال استقامت ومجدت الله. ١٤ فأجاب رئيس المجمع، وهو مغتاظ لأن يسوع أبرأ في السبت، وقال للجمع: «هي ستة أيام ينبغي فيها العمل، ففي هذه ائتوا واستشفوا، وليس في يوم السبت!» ١٥ فأجابه الرب وقال: «يا مرائي! ألا يحل كل واحد منكم في السبت ثوره أو حماره من المذود ويمضي به ويسقيه؟ ١٦ وهذه، وهي ابنة إبراهيم، قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة، أما كان ينبغي أن تحل من هذا الرباط في يوم السبت؟» ١٧ وإذ قال هذا أخجل جميع الذين كانوا يعاندونه، وفرح كل الجمع بجميع الأعمال المجيدة الكائنة منه. (لوقا ١٣: ١٠-١٧)
 
لقد كان المسيح يعلم:
«السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت.(مرقس ٢: ٢٧).
لقد جعلت الوصية لأجل الإنسان لا لتكون قيدا عليه بل لتكون لسعادته و رفاهيته ، وهو الأمر الذي سندرسه تفصيلا في المقال التالي.