لجأ بعض الآباء والأمهات إلى الاستعانة بالأبناء، لتحقيق الربح من خلال ظهورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق المشاهدات والأرباح.
وظهر مؤخرا عدد كبير من الأطفال الذين يشاركون أهلهم في تقديم محتويات مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق الربح.
واستعان كثير من الأفراد بأبنائهم للوصول إلى الشهرة وكسب المزيد من المتابعات والمشاهدات، ثم ارتفاع مكاسبهم المادية دون الانتباه إلى الأضرار النفسية والاجتماعية التي تلحق بهؤلاء الأطفال.
وأشار الخبراء إلى أن التطور التكنولوجي يعد من أهم الفرص الذهبية لتحقيق التعلم والمعرفة، ولكنه في نفس الوقت يعد سلاحا خطيرا يتسبب في مخاطر جسدية ونفسية تدمر الطفل.
تحذير المجلس القومي للطفولة والأمومة
وحذر المجلس القومي للطفولة والأمومة، بالأمس، من استغلال الطفل على مواقع التواصل الاجتماعي لأجل التربح، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية.
واستهدف المجلس توفير الحماية اللازمة للطفل، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية وفقاً لقانون حماية الطفل، وذلك ما أشارت له الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والامومة.
الدكتورة سحر السنباطي
وجاء ذلك التحذير بعد انتشار ظاهرة استغلال الآباء والأمهات لأطفالهم في المراحل العمرية المختلفة في صناعة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، سواء من خلال التمثيل أو الرقص أو الغناء، من أجل تحقيق الشهرة وكسب المزيد من المتابعات والمشاهدات ومن ثم ارتفاع مكاسبهم المادية، دون أن يضعوا في اعتبارهم الأضرار النفسية والاجتماعية التي تلحق بهؤلاء الأطفال، غير المؤهلين على التعامل مع التفاعل السلبي من جانب الجمهور والذي تتنوع أشكاله ما بين خطاب كراهية أو تنمر، فضلا عن التأثير السلبي للشهرة عليهم.
ولفتت "السنباطي"، إلى أن المجلس يركز بشكل خاص على حماية الطفل بعالم الإنترنت، حيث أطلق حملة "بأمان" والتي تهدف إلى توعية الأطفال وأولياء الأمور بمخاطر الإنترنت وكيفية الوقاية منها.
ودعت المواطنين للابلاغ عن اى حالات سواء من خلال الخط الساخن 16000 والذى يعمل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، أو من خلال تطبيق الواتساب على الرقم 01102121600 أو عبر الرسائل الخاصة بصفحات المجلس على مواقع التواصل الاجتماعى.
عقوبة الاتجار بالأطفال
وحرص القانون المصري على توفير الرعاية الكاملة للطفل وحماية حقوقه والحفاظ عليه من استغلاله اقتصاديا أو تجاريا، وذلك وفقا لحكم المادة 96 من قانون الطفل.
وحظرت المادة 291 من قانون العقوبات كل مساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي أو استخدامه في الأبحاث و التجارب العلمية ويكون الطفل الحق في توعيته و تمكينه من مجابهة هذه المخاطر.
ويتم عقوبة الأهل وفقا لتلك المادة، السجن المشدد لمدة لا تقل عن 5 سنوات، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تتجاوز 200 ألف جنيه.
كما عاقب القانون رقم 64 لسنة 2010 بشأن مكافحة الإتجار في البشر كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر، بالتعامل بأي صورة في شخص طبيعي بقصد استغلاله أيا كانت صوره، بالسجن المؤبد والغرامة التي لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز خمسمائة ألف جنيه.
قضية الاتجار بالأطفال
وحذر عبد الرازق مصطفى، المحام والباحث والخبير الحقوقي، عضو اتحاد المحامين العرب بلجنة الحريات وحقوق الإنسان ولجنة المرأة العربية، مسبقا خلال "مبتدا" من قضية الاتجار بالأطفال التي يرتكبها البعض دون الانتباه لخطورتها.
وقال عبد الرازق: "لو عندك أولاد بتطلعهم على منصات التواصل الاجتماعي.. أبشر .. حضرتك بتتاجر بالبشر".
وأشار إلى أنه عند استغلال الطفل بشكل ما، أو ظهورهم في فيديوهات مسيئة أو غير لائقة، يتعرض وقتها الأب أو الأم للحبس.
وتابع بأن الطفل بسبب صغر سنه، ليس له الحق في الموافقة أو الرفض على ظهوره، لأن سنه القانوني لم يكتمل أي أنه لا يبلغ 18 عاما من عمره.
ونصح عبد الرازق الآباء والأمهات بعدم ظهور الأبناء على منصات التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق عائد مادي، وعند التحقق في أركان الجريمة تعد ذلك "جريمة الاتجار بالبشر" ووقتها يتعرض الأب أو الأم للحبس لفترة تتراوح من 3 إلى 15 سنة وفقا للجريمة المرتكبة.