ماجد كامل 
ارتيط الانبا غريغوريوس بالكلية الاكليركية ارتباطا شديدا منذ فجر شبابه حتي أن أخد الخدام النشطين قد ذكر ذات مرة في احدي الاحتفالات الخاصة بتكريم الانبا غريغوريوس "لو أردنا تحليل دم الأنبا غريغوريوس لوجدنا أنه يتكون من كرات دم حمراء وكرات دم بيضاء والكلية الأكليركية " ولقد ولد الانبا غريغوريوس وأسمه بالميلاد "وهيب عطا الله جرجس " في 13 اكتوبر 1919 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي شهادة البكالوريا القسم العلمي عام 1936 ؛ وبالرغم من تفوقه وحصوله علي مجموع كبير يؤهله لأعلي الكليات الجامعية ؛إلا أنه أصر علي الالتحاق بالكلية الاكليركية وتخرج فيها بتقدير "امتياز " عام 1939 ؛ ولم يكتف الطالب وهيب عطا الله بذلك بل التحق بكلية الآداب قسم فلسفة عام 1940 وتخرج فيها عام 1944 بتقدير جيد جدا ؛ولكنه شعر برغبة قوية في المزيد من المعرفة ؛فالتحق بمععد الآثار جامعة فؤاد الأول عام 1950 وحصل علي درجة الماجستير في الآثار المصرية واللغات القديمة عام 1952 .
 
ولقد تم تعيينه مدرسا بالكلية الاكليركية في عام 1944 ؛ ولقد اختاره المتنيح الارشيدياكون القديس حبيب جرجس وكيلا للكلية اللاكليركية في عام 1951 .
 
ثم جاءته الفرصة لاستكمال الدراسة بجامعة مانشتسر بلندن والحصول علي درجة الدكتوراة ؛ تحت اشراف عالم اللغة القبطية فالتر تل ؛ وكان موضوع الرسالة "الكلمات اليونانية في استخدامها القبطي " Greek Words in Coptic Usages”
 
. حتي حصل عليها بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولي في 7 يولية 1955 ؛وعاد من لندن في 2 سبتمبر 1955 .
 
ولقد تم سيامته بدرجة ارشيدياكون في 16 ديسمبر 1959 علي يد المتنيح الانبا بنيامين مطران المنوفية ثم ترهبن بدير السيدة العذراء المحرق في يوم 16 سبتمبر 1962 باسم الراهب باخوم المحرقي ؛ ولقد تم ترشيحه اسقفا علي أربع ايبارشيات هي "ديروط- - المنوفية – منفلوط – قنا " علي التوالي ؛ ولكنه كان يرفض باصرار لرغبته في عدم البعد عن الاكليركية لأنه شعر في داخله أنه لم يخلق إلا للاكليركية .
 
حتي جاءته الفرصة لرسامته أسقفا للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي علي يد المتنيح البابا القديس كيرلس السادس في 10 مايو 1967 ؛ واستمر في خدمته وانتاجه العلمي واللاهوتي حتي تنيح بسلام في 22 اكتوبر 2001 ؛ وتمت الصلاة علي جثمانه الطاهر علي يد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في 24 اكتوبر ودفن في المزار الخاص بالقديس العظيم أثناسيوس الرسولي .
 
وعودة الي علاقته بالكلية الاكليركية ؛ فلقد قدم نيافته تقريرا وافيا للاستاذ حبيب جرجس في يوم 2 فبرابر 1939 من سبعة أبواب وخاتمة ؛وكل باب يتكون من أربعة فصول ؛فلقد جاء الباب الاول بعنوان "الطلبة " والباب الثاني بعنوان "المنهج الدراسي " والباب الثالث بعنوان "الخريجون " والباب الرابع بعنوان "المدرسون " ؛والباب الخامس بعنوان "الإدارة " والسادس يعنوان "الخدمة " والسابع بعنوان" البناء " . ثم الخاتمة .
 
وفي 13 ديسمبر 1939 ؛قدم نيافته مذكرة لأعضاء المجلس المللي العام بعنوان "الأكليركيون ومستقبلهم " مكونة من سبعة فصول بيانهم كالتالي :- 1- الفصل الأول :- الإكليركي والحياة العملية . 2- الفصل الثاني :_ الإكليركي وعمل الوعظ .
3- الفصل الثالث :- الإكليركي والجمعيات القبطية . 4- الفصل الرابع :- الإكليركي والتدريس في المدارس القبطية والحكومية . 5- الفصل الخامس :- الإكليركي والخدمة الكهنوتية .
 
6- الفصل السادس :- الإكليركي والمجالس الملية . 7- الفصل السابع :- الإكليركي وأحواله المعيشية . ولقد أقامت الكلية الإكليركية بمهمشة احتفالا كبيرا بمناسبة مرور 50 عاما علي تأسيس الكلية الإكليركية ؛ وكان ذلك بتاريخ 29 نوفمبر 1943 . وعندما تم تعيينه مدرسا بالكلية الإكليركية ؛ أهتم نيافته بتطوير وإضافة مناهج جديدة الي الكلية نذكر منها :- ( الفلسفة المسيحية بالكتابة عن اعلامها مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وأعلامها أثيناغوراس- بنتينوس – كليمندس السكندري – أوريجينوس .
 
ومن الفلسفة الغربية المسيحية كتب عن القديس أوغسطينوس ؛ كما كتب مذكرات في الفلسفة اليهودية والرواقية والوجودية والاشتراكية في المسيحية . وفي مجال اللاهوت الأدبي كتب مذكرة ضخمة عن الضمير ؛وفي اللاهوت المقارن كتب عن الأيبونية والنيقولاوية والغنوسية والأبولينارية والأريوسية والنسطورية والأوطاخية ...... الخ . كما كتب مذكرات وكتب عن لاهوت السيد المسيح .
 
وبعد ظهور مجلة مدارس الأحد في عام 1947 ؛ خص نيافته بمجموعة من المقالات الهامة بعنوان "هذه مطالبنا في الإصلاح" وكان أول مقال بتاريخ 7 ديسمبر 1948 حدد فيه مطالبه في الإصلاح في ( أساس الإصلاح هو الراعي الصالح – هيئة تدريس ممتازة- طلبة موثوق بهم ومستقبل مضمون للخريجين- مجلس خاص لإدارة الإكليركية- توحيد منابع الثقافة اللاهوتية –شهادة الإكليركية لازمة لكل راع ) وفي نفس العدد نشر مقالا آخر بعنوان "الإكليركية ضرورة " وفي عدد شهر بناير 1949 نشر مقالا بعنوان "الإكليركية ضرورة تاريخية " .
 
ولقد أقيم أحتفال كبير بمناسبة مرور 64 عاما علي تأسيس الكلية الإكليركية في يوم 29 نوفمبر 1957 ؛قدم فيه نبافته تقريرا وافيا عن الإكليركية في 10 صفحات ذكر فيه نيافته أقسام الكلية ومواد الدراسة وقسمها الي سبع مجموعات هي ( علوم الكتاب المقدس – العلوم اللاهوتية – العلوم الكنسية – الدراسات الفلسفية والإجتماعية والطبيعية – الدراسات النفسية والتربوية – اللغات " .
 
ولقد حدد آماله وأمانيه في تأسيس معهدين مدة الدراسة بهما سنتين بعد التخرج من الإكليركية :- المعهد الأول هو معهد القانون الكنسي يؤهل الخريجين منه العمل كوكلاء للشريعة . أما المعهد الثاني فهو معهد المرشدين للتوسع في وظيفة الإعتراف في كنيستنا . وكان من أحلامه أيضا تأسيس فصول للتدريب الخريجين القدامي لوصل ثقافتهم القديمة بالحالة الحاضرة .
 
وذكر من بين أحلامه أيضا تأسيس صحيفة للإكليركية ودستور للقان