حمدي رزق
وقامت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتمانى برفع تصنيف مصر بمستوى واحد من «B-» إلى «B»، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وذلك وفقًا لبيان صدر يوم الجمعة الماضى.

يلزم التوقف أمام إيجابية التصنيف الذى يأتى مكملًا لسلسلة من التقارير الاقتصادية الدولية (البيضاء) التى تتصف بالإيجابية، بعد سنوات عجاف. عقمت التقارير الدولية عن الإشارات الإيجابية، لا نقول عن عمد، ولكن وفق منظومة تقارير سلبية (سوداء) حرّكتها دوائر متربصة بالحالة المصرية.

لَكَم عانى الاقتصاد المصرى من مغبة هذه التقارير السلبية (السوداء)، وكلفتنا كثيرًا من الغرم، وكان لسان الحال: «اسمعوا منّا ولا تسمعوا عنّا». لا تسمعوا من منصات سوداوية تستبطن خبثًا، وتتأبط شرًّا، وتتربص بالاقتصاد المصرى الدوائر، وتقف على المؤشرات السالبة، وتتعامى عن المؤشرات الإيجابية، فى نظرة غير منصفة لاقتصاد يعانى تأثيرات أزمات دولية وانعكاساتها محليًّا.

تصنيف «فيتش» أخشى أنه لن يلقى اهتمامًا من الدوائر نفسها التى تمسك برقبة الاقتصاد المصرى، ولو كان التقرير سلبيًّا لكان قد لف العالم بأسره فى ثانية، ولأقاموا علينا الحد الاقتصادى، ولوصموا الحكومة بالفشل كما هو رائج وشائع فى الأوساط الشعبية تحت وطأة الأزمة المعيشية.

التوقف أمام تصنيف إيجابى، وتبين فحوى التصنيف ومعناه فى هذا التوقيت مهم اقتصاديًّا. للأسف، مر مرور الكرام على السادة اللئام. مثل هذه التقارير البيضاء لا تلقى رواجًا فى الفضاء الإلكترونى، يغضون الطرف عنها بعمدية لا تخفى على لبيب، واللبيب من الإشارة يفهم.

«وعين الرضا عن كل عيب كليلة/ ولكن عين السخط تبدى المساويا..».. راجع منصات الفضاء الإلكترونى الممسوسة، تجاهلت التصنيف، وراجع فى المقابل تصنيفات (فيتش وموديز السلبية) قبل شهور. كل تصنيف أو تقرير سلبى يستقبلونه بتهليل وتكبير، وكأن نصرًا على الأعداء قد تحقق، مع تأليب الشارع على الحكومة، ونعتها بكل نقيصة اقتصادية.

مثل هذه التقارير المنصفة، (تصنيف فيتش)، تصدر من مؤسسات تصنيف عالمية ذات مصداقية، ترفد الاقتصاد المصرى بعرق العافية. مثل هذه التقارير البيضاء تسرى كالماء فى الأوانى المستطرقة. ترتسم فى مناسيب إيجابية، ترفع منسوب الأمل فى تعافى الاقتصاد الوطنى بعد سنوات عجاف تحملها المصريون بصبر وقناعة وثقة فى المستقبل.

مثل هذه التقارير الطيبة لا تروج أبدًا فى الفضاء الإلكترونى، ويغمى عليها الأشرار. معلوم أن «سوق الكانتو»، سوق الفضلات الإلكترونية، لا تسع بضاعة جيدة. الباعة يتكالبون على بضاعة الشر، وهى رخيصة رخص مَن يبضعونها ويقتحمون بها شاشات الموبايل.

لافت تجاهل التصنيف إلكترونيًّا، مقارنة بالحملة الضارية المُجيَّشة تجييشًا على الاقتصاد الوطنى إبان أزمة الدولار الأخيرة، وكم من فبركات سوّدت الشاشات فى أعين الطيبين، وكأن الجنيه المصرى سقط من حالق فى صدع عميق.

نموذج التصنيف أعلاه، وتجاهله، يؤكد ما لا يحتاج توكيدًا، أن روحًا شريرة تلبست الفضاء الإلكترونى، تنتعش بالأخبار السوداء، وتقتات على السواد، وتترعرع فى الأسواق السوداء، وكلما اسودت أخبارها راجت بضاعتها، ينكشون على الأخبار السوداء بمنكاش فى كومة من قمامة المنصات الإخوانية.

بعض الإنصاف والكف عن تدبيج المقالات السوداء. رصد مركز المعلومات بمجلس الوزراء ١٥٠ مقالة نُشرت فى صحف ومواقع عالمية أغلبها يحمل صورة سلبية عن مصر، وهى مقالات مدفوعة من قِبَل جهات معينة، (على حد قول رئيس الوزراء).

نحن إزاء استهداف ممنهج، وتعقب للمنجز الاقتصادى، ومنصات عدائية عقورة تنشب أنيابها الصفراء فى عنق الاقتصاد المصرى.
نقلا عن المصرى اليوم