كتب - محرر الاقباط متحدون
استنكر مواطنون مصريون، تغيير كلمات اغنية "المصري .. تعرف تتكلم بلدي" كلمات الشاعر جمال بخيت والحان عمر خيرت والتي غنتها لطيفة في فيلم سكوت حنصور إخراج يوسف شاهين، حيث تم استبدال كلمات "يبقي أنت أكيد المصري" الى "يبقي أنت أكيد العربي"، وذلك خلال مشاركة لطيفة بالغناء في حفل تحدي القراء على مسرح دار الأوبرا في دبي.
وجاءت كلمات الاغنية بعد تغيير كلماتها على النحو التالي : تعرف تحيا بتحدي على كل الصعب تعدي، إيدك تستقوى بيدي يبقا أنت أكيد العربي، تعرف بالحب تنادي، دي بلاد العزة بلادي ورسولي نبض فؤادي... يا كل الشعب العربي يا عقلي وروحي وقلبي، الفكر الحر طريقي والعلم نور دربي، الطائي كرمه رسالة يرويها عمر بعدالة، والمجد في رحالة.
يا سورة في المصحف عندي نقراها جيل ورا جيل، قادر على اي تحدي... أيام معرفة وفصاحة، وحضارة وإبداع وسماحة، يجمعنا أبو الهمة العربي، تعرف بالقدس تنادي دي بلاد العزة بلادي ورسولي نبض فؤادي.
وكتبت الناقدة والكاتبة ماجدة خيرالله عبر حسابها على فيسبوك :" حاجه في منتهي الاستفزاز، المطربه التونسيه (لطيفه) اللي اكتسبت شهرتها من الغناء في مصر، ويوما ما اختارها المخرج يوسف شاهين لتلعب بطوله فيلمه سكوت حانصور، اللي ادت فيه اشهر اغانيها علي الاطلاق(المصري) تأليف جمال بخيت، والحان عمر خيرت، وتقول كلماتها تعرف تتكلم بلدي، وتشم الورد البلدي، وتعيش الحلم العصري، يبقي انت اكيد المصري، السيده لطيفه حولت كلمات الاغنيه لتناسب اداءها في احدي الحفلات بالخليج، لتصبح يبقي انت اكيد العربي، وغيرت كل ماله علاقه بمصر ( محفوظ بيغني ياليل علي دقة قلب زويل) ! والسؤال هنا ماهو موقف الشاعر جمال بخيت!! اليس مافعلته لطيفه اعتداء علي حقه الأدبي ؟؟ ورغم ان مصر بلد مضيافه تحترم كل الفنانين العرب، وتمنحهم الشهره والمجد والثراء، الا انه يعز علي النفس نقبل بعض التصرفات ، التي سوف تسحب بالتأكيد من رصيد، لطيفه.
فيما أكد الشاعر جمال بخيت انه من كتب الكلمات الجديدة، وكتب عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "في نهايات شهر سبتمبر اتصل بي أحد المسؤولين عن حفل الموسم الثامن لمبادرة (تحدي القراءة) التي انطلقت في دولة الإمارات، برعاية سمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي، منذ ثماني سنوات، وشارك فيها عشرات الملايين من جميع أنحاء الوطن العربي بما فيهم مصر.
وكذلك مشاركين من دول غير ناطقة بالعربية، (والبحث عن المعلومات الكاملة سهل جدا لمن يريد أن يعرف اكثر عن هذه المبادرة)"، طلب مني هذا المسئول أن أشارك بأغنية (دويتو) من تأليفي يلحنها الموسيقار عمر خيرت، ويغنيها مطرب ومطربة من الوطن العربي، وافقت بدون تردد.
واتصلت بالأستاذ عمر خيرت، الذي أخبرني بأنه اجرى عملية جراحية مؤخرا، وأنه لديه ارتباطات فنية لا تترك له وقتا، لتحمل مسئولية إنجاز عمل فني جديد في هذا الوقت الضيق)، أخبرت المسئول عن الحفل الذي تواصل معي، برد الموسيقار الكبير.
عاد لي بعدها بأيام ليقترح على أن أكتب كلاما جديدا يصلح لمبادرة تحدي القراءة، على نفس لحن أغنية (المصري)، (التي استخدمها المبدع الراحل يوسف شاهين من كلماتي ولحن وتوزيع الموسيقار الكبير عمر خيرت، وغناء الفنانة الكبيرة لطيفة).
وكانت المناقشة تنصب على أنني حر تماما في أن أكتب ما أريد طالما هو في إطار ما تدعو إليه مبادرة تحدي القراءة، وهكذا لا نخسر وجود فن عمر خيرت وتوزيعه المبهر.
وقد درست الفكرة ووجدت الآتي: أولا: مبادرة تحدي القراءة من أفضل المبادرات الثقافية على مستوى الوطن العربي.
ثانيا: كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيرا جدا مع العديد من الأعمال الغنائية الهامة.
ثالثا: إن الموضوع يشكل لي تحديا فنيا يتجاوب مع عنوان المبادرة وجوهرها (تحدي القراءة).
رابعا: إن المجال يسمح للتأكيد على بعض المعاني التي عشت من أجلها لمدة تزيد عن الخمسين عاما، وآمنت بها ونشرتها من خلال أغنياتي ودواويني، واستمسكت بها في أحلك الأوقات والظروف.
خامسا: إن النص الجديد هو نص ( موازي ) وليس نصا ( بديلا )، فالأغنية الأصلية موجودة ومتاحة داخل وخارج فيلم ( سكوت هنصور ) والأهم أنها داخل وجدان كل مصري أحب الأغنية، وكذلك كل عربي أحب نفس الأغنية بدون أي حساسية.
كتبت نصا (من قلبي وعقلي) عناصره هي التحدي العربي الموحد لكل الصعوبات التي نواجهها، عن طريق العلم والمعرفة والعقل والفكر الحر، واستلهام المعاني العظيمة من خلال الرموز العظيمة للأمة العربية، الرسول الكريم والقرآن الذي بدأ ب( اقرأ )، والقدس، وحاتم الطائي، وعمر ابن الخطاب، وطه حسين، والمتنبي، والرحالة ابن ماجد، وكل الشخصيات التي تلهم المخيلة العربية
بالإبداع والحضارة والفصاحة.
وبعد كل هذا، هل توقعت هجوما على النص الجديد؟، طبعا، ولماذا كتبته!، لو منعني توقع الهجوم على كتابة ما أؤمن به، لما كتبت ٧٠٪ من أشعاري على مدار خمسين عاما، لقد عشت أكتب ما يمليه على ضميري دون النظر إلى رد الفعل المنتظر.
كتبت ديوانا كاملا بعنوان مسحراتي العرب، وكتبت ألبوما كاملا اسمه لم الشمل في أوقات كان ما يُفرق فيها العالم العربي أكثر مما يجمعه كما يحدث الآن، كتبت هذا العمل وأنا أتوقع الهجوم كما أتوقع الإنصاف، وأكثر من هذا لقد قررت مقدما ألا أرد على أي نقد قد يوجه للعمل، فما الذي يدعوك الآن لكتابة هذا التوضيح الطويل المفصل.
ما يدعوني هو تحمل المسئولية، فقد اعتقد البعض أن الفنانة لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة الكلمات الجديدة (وهذا مستحيل قانونا، إلا بموافقة الشاعر والملحن الأصليين) وانبرت بعض الأقلام بهجوم مسيء على الفنانة الكبيرة، بدون حق، لقد وافق الموسيقار عمر خيرت على كلمات النص الجديد ووافقت لطيفة على غنائها، ولكنني المسئول الأول والأخير عن هذا النص، الذي أنشره هنا كاملا لمن يريد الاطلاع عليه، مع التأكيد على الآتي، الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، بشرط أن نحفظ الاحترام لكل صاحب رأي.