محرر الأقباط متحدون
أجرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو مقابلة مع هاني الحايك وزير السياحة والآثار الفلسطيني سلط خلالها الضوء على الأوضاع الاقتصادية المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون لاسيما في مدينتي بيت لحم والقدس، وذلك بسبب الحرب الدائرة في المنطقة وغياب السياح والحجاج. وقال إن الخطر الأكبر الذي تواجهه المنطقة يتمثل في مغادرة العائلات التي تبحث عن مستقبل أفضل خارج المنطقة.

إلى جانب الصواريخ والقنابل ثمة حرب من نوع آخر تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، ومن يدفع ثمنها هم المدنيون الأبرياء، إنها حرب التبعات الاقتصادية المترتبة على الشعب الفلسطيني، إذ إن المنطقة تعاني منذ السابع من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣ من التراجع الكبير في عدد السياح والحجاج، ما أدى إلى غياب مصدر رزق النسبة الأكبر من سكان الأرض المقدسة، لاسيما في مدينتي بيت لحم والقدس حيث يكسب جزء كبير من الفلسطينيين لقمة العيش بفضل العمل في قطاع السياحة، لاسيما الفنادق والمطاعم. فقد جاء غياب الحجاج وتعليق منح إذن دخول الأراضي الإسرائيلية للعمال الفلسطينيين ليجعلا عائلات كثيرة تعيش في أوضاع من البؤس الشديد.

في حديثه للصحيفة الفاتيكانية ذكّر الوزير الفلسطيني بأن القطاع السياحي يشكل مصدر الرزق الأساسي بالنسبة للسكان الفلسطينيين، بيد أن الهجمات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية ولبنان تركت وقعاً رهيباً على الاقتصاد والصناعة السياحية والعمال. ولفت إلى أن السياحة المحلية وتلك الوافدة من الخارج سلجتا تراجعاً تاماً، موضحا أن التقديرات تشير إلى فقدان أكثر من مليونين ونصف مليون دولار يومياً، وهذا الخسارة تُقدر بمليون وأربعمائة ألف دولار في اليوم، بالنسبة لمدينة بيت لحم وحدها. هذا وقد صُرف من العمل أكثر من اثني عشر ألف شخص يعملون في قطاع السياحة، وفي بيت لحم فقد ستة آلاف موظف في الفنادق والمطاعم عملهم. ويُضاف إلى هذه الأرقام آلاف العمال الفلسطينيين الآخرين الذين يعملون في قطاعات متصلة بقطاع السياحة كالتجار وسائقي سيارات الأجرة، والحرفيين الذين يصنعون تذكارات دينية من خشب الزيتون، على سبيل المثال.

رداً على سؤال حول ما إذا كانت السلطة الوطنية الفلسطينية تقدم نوعاً من الدعم لهؤلاء الأشخاص العاطلين عن العمل، قال الوزير الحايك إن هذا الأمر لا يحصل لأن الدولة الفلسطينية تعاني من أزمة مالية خطيرة بسبب قرار اتخذته الحكومة الإسرائيلية، بشكل أحادي الجانب، يقضي بخفض المخصصات الضريبية للسلطة الوطنية. لذا فإن الحكومة لا تستطيع أن تدعم قطاع السياحة، أو العمال الذين فقدوا مورد رزقهم. مع ذلك – مضى يقول – سعت الحكومة إلى إعفاء الصناعة السياحية من الضرائب والرخص، على الرغم من أن بعض هذه القيود تفرضها السلطات المحلية.

بعدها انتقل وزير السياحة والآثار الفلسطيني إلى الحديث عن مشاعر الغضب والإحباط السائدة والتي يمكن أن تحمل أعداداً كبيرة من العائلات على مغادرة فلسطين، بحثاً عن مستقبل أفضل لها ولأبنائها. وأضاف أنه لكون النسبة الأكبر من العاملين في قطاع السياحة والحج من المسيحيين، فهذا النزوح سيؤدي إلى تقلص الحضور المسيحي في المنطقة.

إجابة على سؤال بشأن وجود تعاون أو تنسيق مع وزارة السياحة الإسرائيلية، قال الحايك إن هذا التعاون لم يوجد يوما، وتوقف عند التعاون القائم مع الكنائس المسيحية في الأرض المقدسة، مشيرا إلى وجود تواصل يومي مع الجماعات المسيحية، ولفت إلى أن الحجاج المسيحيين يشكلون نسبة سبعين بالمائة من إجمالي عدد الحجاج الوافدين إلى فلسطين ويشكلون بالتالي عنصراً أساسياً من أجل تنمية الصناعة السياحية في المنطقة.