د. أمير فهمى زخارى المنيا
وهي كلمة سباب يطلقها عوام الناس، ربما لا يعلم معناها أو أصلها البعض منا.

 أصل كلمة أرندلى "قلندري" مع تقديم وتأخير فى الحروف على عادة العوام كما يقولون مثلا خزرانه ومرسح وأنارب بدلا من خرزانه ومسرح وأرانب.
 أما "القلندريه" فإنهم طائفة منسوبة للصوفيه أخذت هذا اللقب من مؤسسها الشيخ شرف الدين قلندر وهو ولي مجهول المركز والتاريخ، قدم من دمشق وقرأ القرآن، اشتهر بزهده فتبعه الكثير من الناس، ومع ذلك أنكر عليه حاله وزيه، فرحل إلى دمياط، ولم يختلف حاله هناك عن حاله في دمشق فقد تبعه الكثير من الناس، ونشر الطريقة، وأيضا أنكر عليه، توفي سنة 630 هـ ودفن في دمياط وقد شاهد ابن بطوطة زاويته.

 ورغم أن القلندريه خرجوا من باطن طريقة عرف أصحابها بالزهد والتقوى وهم "الملامتيه"، كانوا قوما يكتمون احوالهم ويخفون عن الناس انتماءهم بأن لا يحسنون سلوكهم بين الناس، لكن يتقون الله بقلوبهم، ولا يهمهم رضا البشر مادامت قلوبهم مطمئنة بإرضاء الله، كانوا لا يظهرون فضائلهم ولا يسترون سيئاتهم، ويخلصون اعمالهم من شائبة الرياء.

 أما" القلندريه" فإنهم تجاوزوا كثيرا وخرجوا عن المألوف ظاهرا وباطنا ، فكانوا يحلقون لحاهم وحواجبهم ويتركون شواربهم ويلبسون الطراطير، ويرتدون أردية غريبة طويلة من خرق الجوخ المتعدد الألوان أو من الجلود، ويحملون مسبحة ذات ألف حبة، ويتمنطق بعضهم بحزام مطعم بأحجار ثمينة مثل الدر والعقيق، ويمسكون بعصي من أشجار اللوز ، وكانوا لا يبالون بالعبادات والفرائض ظنا منهم أنهم فى معية ربهم ، وكانوا يتجولون في الطرقات وشعور رؤوسهم ولحاهم وحواجبهم محلوقة، ويتنقلون على أقدامهم من مكان إلى آخر بالرايات والطبول، جاذبين إليهم الناس بمظاهراتهم هذه وسلوكهم المستهجن، وكانوا يتسولون ليعيشوا، ولم يكن لهم مصالح دنيوية، ولا يفكرون بالغد، لكن منهم من أباح الكثير من المحرمات، وتحلل من الالتزامات الدينية ومنهم من شرب المسكرات، وتناول الحشيشة .

 لهذه الاسباب رفضهم المجتمع.

 وفى قول ثانى أن «الأرندلى» منقولة ومحرفة عن الكلمة التركية: «القرندلى».. وهى كلمة مركبة من" كارا + دلى". و "كارا" تعنى "أسود – مشؤوم"، و"دلى" تعنى "مجنون – مجذوب – أرعن". وهى لم تخرج فى نهاية الأمر عن وصف أفراد طائفة القلندريه الذين تقدم ذكرهم، وفى تركيا وبلاد الشام يقولون: «يا دلى يا دلى»، بمعنى: «يا جنونى يا جنونى"

خلصت حكايتنا اليوم وماتنساش فيه حكايات تانيه كتير..
د. أمير فهمى زخارى المنيا