كانت تقنيات الذكاء الاصطناعي المبتكرة من المفترض أن تكون جوهر سلسلة هواتف آيفون 16 الجديدة، حيث ركزت شركة آبل بشكل كبير على هذه الميزات خلال حدث إطلاق الأجهزة الأخير.
لكن مضى أكثر من شهر منذ أن قدم تيم كوك والفريق هواتف آيفون الجديدة، وما زال الذكاء الاصطناعي غائبًا عن الساحة.
هذا التأخير في إطلاق إحدى الميزات الرئيسية للأجهزة الجديدة يطرح الكثير من التساؤلات حول استراتيجية الشركة.
استراتيجية آبل في طرح الذكاء الاصطناعي
في مقابلة حديثة مع وول ستريت جورنال، أشار كريج فيديريجي، المسؤول الأول عن البرمجيات في آبل، إلى سبب هذا الإطلاق التدريجي للتقنيات الذكية.
وأوضح فيديريجي أن الشركة تريد تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي بعناية لضمان جودة الأداء والدقة.
يبدو أن تجارب سلبية سابقة مع شركات كبرى مثل مايكروسوفت وجوجل دفعت آبل إلى اتباع نهج حذر في تطوير تقنياتها.
فلسفة آبل.. الأفضل على حساب السرعة
آبل تتبع نهجًا يركز على الجودة بدلاً من السباق نحو الريادة في الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من أن الشركة لا تسعى لتكون الأولى في السوق، فإنها تركز على تقديم أفضل تجربة ممكنة لمستخدميها.
هذا التوجه يظهر جليًا في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن حماية بيانات المستخدمين، دون استخدامها في تدريب النماذج، على عكس بعض المنافسين في الصناعة.
وعود آبل تثير التساؤلات
النهج الذي اتبعته آبل في إطلاق ميزات الذكاء الاصطناعي أثار بعض التساؤلات حول الوعود التي قدمتها قبل جاهزية هذه التقنيات.
فيديريجي أشار إلى أن الشركة أرادت أن تمنح المستخدمين لمحة عن المستقبل، وأن تشجعهم على التطلع لما ستحمله هواتفهم في الأشهر القليلة المقبلة.
من الناحية التسويقية، قد يكون هذا تكتيكًا ذكيًا لتعزيز الاهتمام بشراء الأجهزة الجديدة قبل توفر المزايا المنتظرة.
التقدم التدريجي للذكاء الاصطناعي في أجهزة آبل
حاليًا، تعمل آبل على تطوير ميزات الذكاء الاصطناعي في نظام التشغيل iOS 18.1 بنسخته التجريبية، ومن غير الواضح ما إذا كانت هذه المزايا ستلبي التوقعات في المستقبل القريب.
بالنسبة لمستخدمي هواتف iPhone 15 Pro والأحدث، ما زالت التجارب جارية لمعرفة ما إذا كانت الميزات ستصل إلى مستوى التطلعات.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأسواق الناشئة
في أسواق معينة مثل الهند، يبدو أن آبل تتوقع أن تستغرق التقنيات الجديدة وقتًا أطول للوصول إلى المستخدمين، مع تحديد عام 2025 كمرحلة محورية.
خلال هذه الفترة، تعتمد الشركة على الترويج المسبق لإثارة الحماس لدى المستهلكين، آمِلةً أن تكون العروض التسويقية قوية بما يكفي لإبقاء الجمهور مهتمًا بمنتجاتها حتى وصول التكنولوجيا الفعلية إلى أيديهم.