مرفت خير
السكين قد تكون وسيله لانهاء الحياه والقتل وهي وسيله للحياه و كسب قوت اليوم والرزق .

النار اكثر مسببات الالم والايذاء البدني والموت الارضي والابدي و لكن أيضاً منافعها لا تُعد ولا تحصي لاستمرار الحياه .

حتي الزلازل والبراكين لهما  فوائد عظيمة  في توازن القشرة الأرضية، وخروج الصخور والمعادن الجديدة وانبعاث الغازات وتعتبر الزلازل والبراكين فضل من الله لأنه بدونهما لانفجرت الأرض  .

أنهما متنفس للطاقة العظيمة المختزلة داخل جوف الأرض، والتي تريد الانطلاق و الخروج الي سطح الارض رغم انهما مرعبتان و مخيفتان و يتسببا في دمار لاجزاء من سطح الارض و سقوط كثير من الضحايا ولكنهما كارثتان طبيعيتان مقدرتان من صانع الكون و حده.

وهنا اقول يا تري ما هي فائده تكنولوجيا العصر الحديث والعالم الذي اصبح حجره وصاله عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفه بل و المخيفه؟
نعم اصبح العالم كله محبوس في عده حجرات باسماء مختلفه منها فيس بوك و الانستجرام والتيك توك وغيرها من الحجرات التي يكشفون لبعضهم البعض عن طعامهم وشرابهم وملابسهم واولادهم وسياراتهم وتفاصيل حياتهم الشخصيه وقد تصل الي تفاصيل اجسادهم دون كسوف او ذره حياء .

يستعرضون مواهبهم الحقيقي منها والمبتذل  في الغناء والرقص و النكات الخادشه من اجل تحقيق مكاسب ماديه .

وما زاد الطين بله هو استغلال براءه الاطفال و افعالهم الفطريه واقوالهم الطفوليه للتسويق لصفحات مشبوهه هادفه للربح غير معنيه الا بزياده الايكات .

كان الطفل ضاضا احد ضحايا ابويه اللذان استغلا براءه طفولته وانه من ذوي الاحتياجات الخاصه و نشروا فيديوهات له وهو يأكل وهو يرقص وهو يمازح الاخرين .

اعتاد ضاضا ان تكون كل اقواله وافعاله وحركاته حاصده علي كثير من المشاهدات المترجمه الي مزيد من الدولارات .

اعتقد ضاضا الطفل المسكين ذات التسع سنين ان رقصته الاخيره علي التكييف المعلق في الدور العاشر انها ستحصل علي اعجاب ملايين المتابعين ولكنها كانت الرقصه الاخيره .

تهاوي ضاضا بلا حراك وترك في القلوب لوعه الفراق علي طفل لم يفرق بين الجد والهزل فقد عوداه ابواه علي ان الهزل يضحك المعجبين .

الي متي نسمح ببيع اسرارنا واسرار عائلاتنا وخصوصيه اولادنا ثم نملاء الدنيا صراخاً اننا محسودين وان عيون الناس الحاقده تلاحقنا .

نحن مَن كشفنا بكامل ارادتنا عن انفسنا وجعلناها مرتع لكل طامع او حاقد او حاسد  .

ماذا قدمت لنا الغرف المغلقه ؟
الي متي نستغل التكنولوجيا في قله القيمه ؟