حمدى رزق

رغم أن «طماطم» كلمة دخيلة على اللغة العربية الفصحى، اجتهاد لغوى، مفرد طماطم تجاوزًا (طَمَاطِمة)، وهو مفرد توليد.

 

شائع على (الفيس) صورة (طَمَاطِمة) عضها (لدغها) ثعبان أقرع هربان من القبر، طَمَاطِمة مخرومة بخرمين من أعلى لفت الفيس، مع تحذير شديد: «إذا وجدت الشكل ده (الخرمين) تبقى عضة ثعبان والسم موجود يبقى داخل الثمرة وممكن تلاقيها فى منتج آخر..

 

احذر إذا وجدتها ارمها فورا وتخلص منها بعد تقطيعها، ممكن حد يلاقيها وياكلها تبقى مصيبة.. ربنا يحفظكم..».

 

تعجب من فرط الجهل المطبق على العقول المخرومة، تخيل من الخيال المحلق فى فضاءات الجنون اللامتناهى، ثعبان شرير يعض طَمَاطِمة من رأسها، يغرز فى لحمها أنيابه السامة، ويبخ سما، حذار الطماطم مسمومة، الطماطم فيها سم قاتل!!

 

ومن الناس ثعابين سارحة فى الربع الخالى من العقل، معلوم الأذية طبع، والثعبان مؤذى بطبعه، ومن فرط الأذية يسرح فى حقول الطماطم فى مرحلة النضج، ويعضها طَمَاطِمة طَمَاطِمة، يلدغها لدغة مسمومة، يسمها، ويتركها كشرك خداعى فى الحقول، وتسقط الضحايا من آكلى الطماطم.

 

الثعبان فى جحره يضحك من فرط جهلنا، ثعبان ابن لذينة، عملها وزحف إلى جحره، وتركنا نتلوى من التسمم المعلوماتى..

 

بحثت عميقا فى محركات البحث الثعبانية عن الطعام المفضل للثعبان، ماذا يأكل الثعبان، فطوره، عشاه، اجتهدت والفيس مشتعل ببوست الطَمَاطِمة المخرومة!.

 

لم تجبنى محركات البحث عن هذا الثعبان النباتى الذى يتغذى على الطماطم فى غفلة من الفلاحين، ويقال إن سبب ارتفاع أسعار الطماطم، ليس العروة الصيفية بل (البخة الثعبانية)، ولافت للعيان تحول الثعابين من صيد الفئران إلى عض الطماطم، يقال إن ثعبان نباتى واحد يسمم طماطم بلد.

 

الثعبان برىء من صلصلة الطماطم، الثعبان أو الحية، أو الأفعى، حيوان زاحف من ذوات الدم البارد، غلس ودمه تقيل، يتواجد منه على الأرض ٢٧٠٠ نوع، تنتشر فى جميع القارات، عدا قارة «أنتاركتيكا»، بأطوال مختلفة، الأصلة والأناكوندا يصل طولها إلى سبعة أمتار..

 

يعتقد العلماء أن الثعابين تربطها علاقة قرابة بالسحالى، وهى تكيفت للتخفى فى الجحور والصخور، ويفترض بعض العلماء أن الثعابين معظمها غير سامة.. وأصولها مائية.

 

المراجع الثعبانية تجمع أن الثعبان (آكل لحوم)، ولم يثبت العثور على ثعبان نباتى حتى فى قارة «أنتاركتيكا»، عمرك شفت ثعبان نباتى، طيب عمرك شفت ثعبان يبتلع طَمَاطِمة، تحتاج إلى مراجعة المراجع الثعبانية مجددا للبحث عن هذا الثعبان الذى يعض الطماطم وشغل الفضاء الإلكترونى.. فى مصر تحديدا..

 

 

الثعابين من الحيوانات (اللاحمة)، مصنف آكل لحوم، وبيان وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ينفى عضة التعبان، نصا: «كلام بعيد تماما عن المنطق والعلم فالثعابين ليست نباتية التغذية منها السام وغير السام وجميعها لحمية التغذية أى تتغذى على الحيوانات كالضفادع والفئران والأرانب، ومنا الأكبر التى تتغذى على حيوانات أكبر ولا علاقة لها بالنباتات، كما تلجأ السامة منها للعض لقتل ضحيتها أو تخديرها تمهيدا لابتلاعها.. وليس من بين ضحاياها الطماطم»، وآخر دعواهم «إلهى تعبان يعضك يا بعيد»!!.

نقلا غن المصرى اليوم