ياسر أيوب

هل يمكن أن يفوز محمد شحاتة، من شبين الكوم، بجائزة الفيفا لأفضل تشجيع كروى، والتى سبق أن فازت بها سيلفيا جريكو من مدينة ساو باولو البرازيلية؟.. فمنذ ٢٠١٧ اعتاد الفيفا تقديم جوائزه السنوية لأفضل لاعب ولاعبة ومدرب ومدربة وهدف واللعب النظيف والفريق المثالى.. وكذلك جائزة أفضل تشجيع كروى، والتى كانت لجماهير بروسيا دورتموند وليفربول فى ٢٠١٦.

 

وجماهير سيلتيك فى ٢٠١٧.. وجماهير بيرو فى ٢٠١٨.. وأصبحت البرازيلية سيلفيا فى ٢٠١٩ أول شخص يفوز بهذه الجائزة وليس جمهور نادٍ أو بلد.. ففى مدينة ساو باولو.. اعتادت سيلفيا أن تصطحب ابنها نيكولاس لمشاهدة مباريات نادى بالميراس الذى يشجعه الابن البالغ من العمر ١٢ عامًا.. ولأن نيكولاس فاقد البصر فقد اعتادت والدته قبل كل مباراة الجلوس بجواره فى المدرجات تصف له كل شىء عن اللاعبين الجمهور والملعب.

 

وتظل طيلة المباراة تصف لابنها ما يجرى وتشرح له بالتفصيل كيف تم تسجيل الأهداف والفرص الضائعة وسلوك اللاعبين والحكم والمدربين وردود أفعال الجماهير.. وهكذا يتابع نيكولاس المباراة بمنتهى الدقة، كأنه يرى كل ما يجرى حوله وأمامه فى المدرجات والملعب.. وما إن نشر صحفى برازيلى صورة سيلفيا مع ابنها فى إحدى المباريات حتى تداولها كثيرون جدًا داخل وخارج البرازيل.

 

وتوالت وكثرت تعليقات الإعجاب والاحترام والإشادة بالأم وما تقوم به من أجل ابنها.. وفى مبررات اختيار سيلفيا لمنحها هذه الجائزة أعلن الفيفا أنها نجحت فى إثبات أننا بالحب يمكننا الانتصار على أى إعاقة.. وما قامت به سيلفيا منذ خمسة أعوام فى ساو باولو.. لا يزال يقوم به محمد شحاتة فى شبين الكوم، وفقًا لحكاية مزودة بالحقائق والصور، وكتب تفاصيلها الزميلان أنس سعد فى الوطن ومحمد فتحى فى اليوم السابع.. فقد فوجئ محمد منذ ١٩ عامًا بأن ابنه الثانى على مولود بإعاقة تمنعه من الكلام والحركة.

 

واكتشف محمد أن على حين بلغ التاسعة من العمر يحب الفرجة على كرة القدم ويشجع نادى جمهورية شبين الذى يلعب فى الدرجة الثانية.. ورغم أن محمد عامل بسيط فى مجال المعمار، إلا أنه ظل منذ ٢٠١٥ يحمل ابنه على الموتوسيكل ويسير به ١٠ كيلو مترات ليصل إلى الاستاد قبل كل مباراة لجمهورية شبين، ثم يحمل ابنه فوق ظهره إلى المدرجات للفرجة على المباراة بعد أن يشترى له الطعام الذى يحبه.

 

 

وبالعينين فقط يتفاعل على، البالغ ١٩ عامًا من العمر، مع فوز أو خسارة ناديه، وأصبحت هذه الفرجة هى المتعة الوحيدة فى حياته.. وأظن أن محمد شحاتة يستحق الآن نفس الجائزة التى سبق أن فازت بها سيلفيا جريكو.

نقلا عن المصرى اليوم