الاب جون جبرائيل
 
يجادل شوارتز بأنّ الأكوينيّ يُجري تعديلًا جذريًّا لبعض السمات الرئيسة في وصف أرسطو النموذجيّ للصداقة، بحيث يستوعب حالة الصداقة بين كائنات غير متساوية جذريًّا: الإنسان والله. ونتيجةً لذلك، يقدّم الأكوينيّ رؤيةً أوسع للصداقة مقارنةً بأرسطو، ممّا يسمح بوجود خلافات أكبر، ونقص في الفهم المتبادل، وعدم المساواة بين الأصدقاء.
 
«في العقود القليلة الماضية، أعاد الفلاسفةُ اكتشاف الصداقة بصفتها موضوعًا متميزًا للاهتمام. كانت أفكار أرسطو، وبشكلٍ مبرّر، نقطة الانطلاق لمعظم الأعمال الفلسفيّة حول الصداقة، وغالبًا ما كانت محور التركيز. ومع ذلك، فإنّ هذا التجدّد في الاهتمام الفلسفيّ نادرًا ما تُرجم إلى اهتمام بما قاله توما الأكوينيّ والفلاسفة المدرسيّون الآخرون حول الصداقة.
 
لقد بقي الاهتمام بآراء الأكوينيّ في الصداقة محصورًا بشكلٍ رئيس بين علماء اللاهوت. يُعزى جزء من هذا الوضع إلى أنّ آراء الأكويني في الصداقة ليست سهلة التناول، حيث نجدها متناثرة في أعماله وغالبًا ما تكون ضمن نقاشات لاهوتيّة عالية. وربّما ينبغي أن نلقي بعض اللوم على الفكرة الشائعة التي ترى أنّ مفهوم الصداقة المسيحيّة بعيدٌ جدًا عن الصداقة التي نظّر لها الإغريق، وعن تلك التي نختبرها في حياتنا اليوميّة.»
 
Schwartz, D. (2007). Aquinas on friendship. Oxford University Press, USA.