حمدى رزق

العنوان أعلاه، إشارة إلى محطة قطارات الصعيد «بشتيل»، للأسف غمّى على افتتاحها السعيد حادث قطار المنيا الحزين، وكأنه مقصود، إطفاء البهجة بحادث فى تفاصيله من عصر مضى، عصر القطارات الغبية!.

 

للتذكرة، يرجع إنشاء «محطة قطارات مصر» التاريخية إلى أواسط القرن التاسع عشر عام ١٨٥٣، تذكر التاريخ فى سياق افتتاح محطة بشتيل (أكتوبر ٢٠٢٤)، بينهما قرن ونصف بالتمام والكمال.

 

تخيل محطة مصر عمرها (١٥١ عاما)، ولا تزال فى الخدمة، وتخدم على الملايين على مدار الساعة، محطة تاريخية بامتياز، محطة من القرن التاسع عشر تخدم فى القرن الواحد والعشرين بكفاءة واقتدار!!.

 

محطة بشتيل الجديدة (بحجم ثلاثة أضعاف محطة مصر القديمة)، ستخدم على ملايين المصريين فى عقود سعيدة مقبلة، إن شاء الله.

 

فى الترجمة الأمينة «محطة بشتيل الذكية» إضافة حقيقية لأصول مصر على السكة الحديد، قيمة مضافة لأقدم خطوط السكك الحديدة فى العام، السكك الحديدية تجدد شبابها، محطة بشتيل أصل حقيقى مضاف، مصروف عليه بسخاء (٣.٥ مليار جنيه)، أصل مدخر للأجيال المقبلة.

 

مضى زمن عقمت الدولة عن توليد وتشييد أصول جديدة تضاف لرصيد مصر من الأصول القيمة التى تثقل ميزان الدولة فى الحساب الختامى.

 

الأصول الموروثة ظلت على حالها، لم تزد من قرن مضى، وبعضها بل أكثرها تهالكت، وتجاوزها الزمن، أصول مصر تآكلت، وأحيل بعضها للتقاعد، وما تبقى منها لا يقيم أود دولة المائة مليون نسمة.

 

ورثنا أصولا قيمة من (العهد الملكى)، قصورا ملكية، ومثلها ورثنا أصولا عظيمة من (العهد الناصرى)، قلاعا صناعية، وانشغل (السادات) عن تنمية الأصول بمعركة العبور، واستشهد قبل أن يشيد أصولا لتبقى، يكفيه شيد نصرا عظيما، تتفاخر به الأجيال، وتكاسل (مبارك) عن تشييد الأصول المضافة، مكتفيا بشرم الشيخ، ومشكور فى قبره، فحسب حافظ على الأصول الموروثة للأجيال المقبلة.

 

قصة أصول الدولة تسجلها محاضر ملكيات (الصندوق السيادى)، يحسب للرئيس (السيسى) وفى ميزان حسناته، سعيه الدءوب لمضاعفة أصول الدولة المصرية، كل بناية جديدة تشكل أصلا جديدا، قيمة مضافة.

 

مضاف إلى الأصول القديمة قائمة جديدة، مدن سياحية كالجلالة والعلمين، ومدن ذكية بطول وعرض البلاد، وعاصمة جديدة، وخطوط سكك حديدية، وطرق ومحاور وكبارى، و.. و.. و.. و.. كلها أصول مضافة لمحفظة أصول الدولة المصرية.

 

كم تكلفت هذه الأصول، بليونات كثيرة، التعداد بالألف مليار، وقيمتها ثمينة لا تقاس بالأسعار الحالية، تقاس بسعر الغد، وبعد غد، وفى عقود مقبلة.

 

 

كم يتكلف تشييد الأصول لو تأجلت لغد، أو بعد غد، وفى عقود مقبلة، ما لا يقدر بثمن ولا نقدر عليه، ما بين أيدينا أصول مضافة حقيقية، ثروة عظيمة يقدرها الخبراء المثمنون، أما الخبراء الإلكترونيون فدعهم فى غيهم يعمهون.

نقلا عن المصرى اليوم