الاب جون جبرائيل 

بينما يستمر المسيحيّون في الشرق في الانقسام إلى طوائف وفرق، يرى الإرهابيون المتأسلمون جميع المسيحيين كتلة واحدة ويقتلونهم من دون أي تمييز بين طائفة وأخرى.
 
يقول أحد الأساقفة في البلدان الناطقة بالعربية: "الإرهابيون لا يفرّقون بين طوائفنا عندما يهاجموننا، فلماذا لا يدرك المسيحيون وحدتهم حتى الآن؟"
 
بينما يحيق بالإيمان المسيحي في الشرق تهديداتٌ خطيرة وعنيفة، يفضّل المسيحيّون الشرقيّون بشكل كبير على ما يبدو، الانشغال بخلافات عقيمة بلهاء ويهملون الخطر الأكبر الذي يهدد فناءهم. مثلما حدث في القسطنطينية وشمال أفريقيا ومصر إبان الفتح (الغزو) العربي!
 
يعترض حوالي ١٨ أسقفًا ليس فيهم حفنة درست اللاهوت في أي جامعة معترف بها دوليا على بعض المحاضرين المتخصّصين!
 
وكما يقول الأستاذ كمال زاخر ما معناه إذا كان هناك وجود لأشخاص يخالفون الكنيسة في إيمانها ويتبنون هرطقات، لكنهم يدّعون أنهم يؤمنون بإيمان الكنيسة فهذه فرصة لا تعوض للآباء الأساقفة للكشف عن زيف ما يقوله هؤلاء أمام الجميع بالصوت والصورة.
 
أمّا إذا رفض بعض الأساقفة الاستماع لهؤلاء، فهذا يعادل إعلان هزيمة مسبقة قبل خوض المعركة الفكرية.
 
يشير زاخر إلى أن رفض النقاش معهم يأتي من خوف غير مبرر من زعزعة إيمان المجتمعين.
 
أظن كما يبدو أنّ الأزمة الحقيقية التي تكمن في البيان الصادر من بعض الأساقفة تهدف إلى زعزعة الثقة في البابا تاوضروس لأطماع بعض أساقفة آخرين.
متى يتعلّم مسيحيّو الشرق من التاريخ؟ صراعات على الكراسي والتسلط يقابلها خصوم وأعداء أقوى يمسحون وجودهم.
ألم يحن الوقت للتعلم؟ أكون أو لا أكون، تلك هي المسألة! المسيحية الناطقة بالعربية مهدّدة، الخطر لا يكمن في الإرهاب والديكتاتوريات بقدر وجوده بين أطماع رجال الدين من الأساقفة المسيحيين في الطائفة نفسها!
 
فليحمِ الله الكنيسة وبخاصة القبطيّة، وأعان الله قداسة البابا تاوضروس الثاني
 
الأب جون جبرائيل الدومنيكانيّ