بقلم - مدحت قلادة
كانت تشير التقديرات إلى أن نسبة لبنان '> المسيحيين في لبنان كانت تقارب55% من إجمالي السكان قبل الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990). لكن هذه النسبة تراجعت تدريجيًا بعد ذلك لأسباب متعددة، منها الهجرة والتغيرات الديموغرافية. حالياً، يُعتقد أن نسبة لبنان '> المسيحيين في لبنان تتراوح بين 30% و35% من السكان.

بعد الحرب فقدت لبنان تدريجياً صفتها كسويسرا الشرق و تسابق السياسيين اللبنانيين في بيع انفسهم و بلدهم لبنان تحت انتماءاتهم المختلفة .

فالسنة في لبنان باعوا بلدهم للسعودية و بلغت ذروة سطوة السعودية في عهد رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فبراير 2005، مع 21 شخصًا، عندما انفجر ما يعادل 1000 كيلوغرام من مادة التي إن تي أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق سان جورج في بيروت، بل يقال ان سعد الحريري هو ابن لاحد أمراء السعودية .
السعودية السنية كانت ولا تزال ترى في لبنان ساحة مهمة لمواجهة نفوذ إيران وسوريا، خاصة من خلال دعمها للسنة وبعض الأحزاب السياسية المناهضة لحزب الله وإيران. الحريري كان يمثل هذا الاتجاه الداعم للسعودية والمناهض للنفوذ الإيراني والسوري في لبنان.

هذا الدور السعودي تعزز بشكل خاص في فترة ما بعد اغتيال رفيق الحريري في 2005، حين تم اتهام النظام السوري وحلفائه بالتورط في عملية الاغتيال، مما أدى إلى توتر كبير في العلاقة بين السعودية وسوريا، وأدى إلى تزايد التدخل السعودي في الشؤون اللبنانية.

الشيعة في لبنان باعوا انفسهم و بلدهم إلي إيران انطلاقا من الانتماء الديني أيضا و صرح حسن نصر الله في احدى خطاباته ان الطريق الوحيد لاستقرار لبنان هو اقامة جمهورية إسلامية بلبنان فقد نشرت الشراع في عددها رقم ١٢٦٧ تاريخ ١٨ كانون الأول - ديسمبر ٢٠٠٦ حديثا لحسن نصر الله أمين عام الحزب في رسالة مطبوعة إيرانية اسمها " رسالة الحسين " هدف حزب الله إقامة حكومة إسلامية في لبنان وهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار  على غرار الجمهورية الإسلامية في ايران.

 و قام حديثا وزير خارجية ايران عباس عراقجي بزيارة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، في زيارة هي الأولى لمسؤول إيراني منذ اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله ، و كانت كلماته تحمل تهديدا للسياسيين اللبنانيين بعدم فك الارتباط بين غزة و بيروت !!! مما أرعب رئيس مجلس النواب الشيعي بري وقرر سحب طلبه بدعم اختيار رئيسا للبنان !!

المسيحيون، وخاصة الموارنة، كانوا من القوى الأساسية التي دعمت فكرة إقامة “لبنان الكبير” عام 1920، والذي ضم المناطق ذات الأغلبية المسيحية والمناطق المسلمة. لعب البطريرك الماروني الياس الحويك دورًا مهمًا في التفاوض مع الفرنسيين لتحقيق هذا الهدف. كانت هذه الخطوة مفتاحًا في ترسيخ لبنان كوطن متنوع طائفيًا لكنه موحد سياسيًا.

المسيحيون أسهموا بشكل كبير في بناء المؤسسات التعليمية والثقافية في لبنان، مثل الجامعة اليسوعية في بيروت، إلى جانب تأسيس الصحافة اللبنانية الحديثة. هذه المؤسسات كانت بمثابة جسر يربط لبنان بالعالم العربي والغرب، وساعدت في تشكيل هوان كدولة منفتحة على الثقافات المختلفة.

الحفاظ على الاستقلال والسيادة: المسيحيون كانوا في طليعة القوى التي ناضلت من أجل استقلال لبنان عن فرنسا عام 1943. وتعتبر الميثاق الوطني، الذي تم الاتفاق عليه بين بشارة الخوري (ماروني) ورياض الصلح (سني)، جزءًا من التفاهم الذي سمح بقيام دولة لبنانية مستقلة متعددة الطوائف.

المسيحيون عملوا على تعزيز فكرة لبنان كدولة تعددية، حيث يستطيع المسلمون والمسيحيون العيش معًا في إطار دولة ديمقراطية تحترم حقوق جميع الطوائف. هذا التوجه كان ضروريًا في بناء لبنان الحديث والحفاظ على التعايش السلمي بين الطوائف المختلفة.

المسيحيون لعبوا أدوارًا بارزة في السياسة والاقتصاد اللبناني. خلال فترة ما قبل الحرب الأهلية، كان للبنان ازدهار اقتصادي وثقافي، وكان المسيحيون في قلب هذا الازدهار بفضل نشاطهم في القطاعات المالية والتجارية والتعليمية.

خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، كان للمسيحيين دور رئيسي في الدفاع عن الهوية اللبنانية والسيادة الوطنية. رغم الانقسامات الداخلية، سعت القوى المسيحية بشكل عام إلى الحفاظ على لبنان كدولة مستقلة عن النفوذ الإقليمي.

بعد انتهاء الحرب الأهلية، لعب القادة المسيحيون، مثل البطريرك نصرالله صفير، دورًا مهمًا في دعم الحوار الوطني والمصالحة بين الطوائف المختلفة. هذا الجهد كان ضروريًا للحفاظ على وحدة لبنان وإعادة بناء الدولة.

باختصار، المسيحيون في لبنان أسهموا في الحفاظ على الهوية اللبنانية من خلال التأكيد على التعددية، الاستقلال، والانفتاح على العالم الخارجي، ودورهم في بناء مؤسسات الدولة ومقاومة الضغوط الخارجية

الدروز يشكلون طائفة صغيرة، إلا أنهم ظلوا متمسكين بالهوية اللبنانية الجامعة ولم يسعوا للانفصال أو الهيمنة على بقية الطوائف. بدلاً من ذلك، سعى القادة الدروز إلى تعزيز الانتماء الوطني والحفاظ على وحدة يمكن القول إن دور الدروز في الحفاظ على لبنان يتمثل في تعزيز التعددية والتوازن الطائفي والمساهمة في استقرار النظام السياسي.

بعد الحرب الاهلية طفت على السطح صور الفساد السياسي و انعدام الوطنية لدي سياسي لبنان بل تعاون نبيه بري وحسن نصر الله في تقزيم لبنان لصالح ايران بل الغوا استقلال لبنان ليصبح دويلة داخل الدولة الاسلامية " ولاية الفقيه " !!
وعمل التيار الحريري بكل قوتهم لاثبات ان لبنان دويلة تسير في فلك السعودية !!

بنظرة سريعة لحال التيارات السنية والشيعية في لبنان تدرك ان لبنان ليس وطن تتعاون كل فئاته في النهوض به بل صارت كل فئه تتصارع لاجل مصالحا تبيع الوطن لتحقيق مكاسب ممن باعوا انفسهم لهم والضحية المواطن اللبناني الذي فقد البوصلة الوطنية واصبح تابع للأيدولوجية الدينية .

بعد كل هذا انطبق علي السياسيين في لبنان ان الجنسية اللبنانية لهم ليست جنسية تعني انتماءا وطنيا انما وظيفة بها يبيع ويربح ؤكل هؤلاء السياسيين ليس لهم احترام لمن يستخدمهم وليس لهم احترام من شعوبهم