هاني صبري - الخبير القانوني والمحامي بالنقض
هناك أنباء ترددت عن تعاطي محمود بنتايك لاعب الزمالك للمنشطات في مباراة السوبر الأفريقي لكرة القدم أمام النادي الأهلي، والذي نجح فيها نادي الزمالك في حسم السوبر الإفريقي لصالحه بعد الفوز على الأهلي بركلات الجزاء الترجيحية 4-3، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 1-1..

التساؤل الذي يطرح نفسه هنا هل سيتم تجريد الزمالك من بطولة السوبر الأفريقي؟ .

أن ظاهرة المنشطات تُعد سلوًكا منتشرًا ة بين الناس، إلا أن التشريعات العقابية لم تتدخل سوي في ميدان المنشطات الرياضية، كونها تُعد أحد المشكلات الرئيسية التي تواجه الرياضة، حيث أنها نوعًا من الاحتيال الذي يهدف إلى كسب ميزه غير عادلة من المنافسين، والتي تُمثل انتهاكًا لقواعد اللعب النظيف والتنافس الشريف بين كافة الرياضيين .

وتحدد لوائح الفيفا(FIFA )لمكافحة المنشطات عملية إجراء اختبارات المنشطات والعقوبات التي تنطبق على كل حالة إذا تبين أن اللاعب قد انتهك القواعد المنصوص عليها.

فإن مسؤوليه الرياضيين تقوم حيال المواد المنشطة عن عده جرائم يأتي على سبيل المثال منها:
جريمة استعمال وسائل أو مواد منشطة.
جريمة حيازة أو إحراز مواد منشطة.
جريمة الامتناع عن الخضوع للفحص.
جريمة حيازة واستعمال مواد مخدرة.

وحيث يتعين على الرياضي خلال مشاركته في المسابقات الرياضية الالتزام بالقواعد العامة للتنافس الرياضي واتخاذ كافة التدابير اللازمة للتأكد من أن أي علاج طبي يتلقاه لا ينتهك قواعد مكافحة المنشطات المعتمدة وفقًا للمدونة. وفي حال عدم الالتزام ذلك، فإنه يكون مسؤولًا عن أي انتهاك قد يحدث لقواعد مكافحة المنشطات وفقًا لنص المادة الأولى من تلك القواعد دولية كانت أو مصرية.

وأن المادة الثانية من الكود العالمي لمكافحة المنشطات قد أشارت إلى إلزامية قيام كل رياضي بالتأكد من عدم وجود ثمة مادة محظورة أو عناصرها أو علاماتها داخل جسمه، ويعتبر وجود مثل هذه المواد في العينة دليلاً كافياً على انتهاك قواعد مكافحة المنشطات وقيام مسؤوليته، حتى لو لم يرتكب الرياضي أي خطأ أو إهمال، أو لم يكن لديه قصد أو علم باستخدام هذه المواد.

كما تم الإشارة في المادة 2,1,1 من المدونة. وعلى الجانب المقابل نجد أن المادة الثانية بفقرتيها الأولى والثانية أشارت إلى انتهاكات استخدام المنشطات والمخالفات التي يرتكبها الرياضي من خلال تصرفاته الشخصية، والتي تتضمن؛ وجود مادة محظورة أو عناصرها أو آثارها في عينة الرياضي، استخدام، أو محاولة استخدام مادة، أو وسيلة محظورة، أو اعتراف الرياضي باستخدام مادة أو طريقة محظورة. تحدد قائمة المواد المحظورة الكمية اللازمة لأي مادة أو علاماتها في العينة لتصنيفها كأثر لانتهاك قواعد مكافحة المنشطات، والتي تصدر بشكل دوري وتتم مراجعتها وتعديلها عند الحاجة.

تجدر الإشارة بأننا نكون بصدد مسؤولية الرياضي : بمجرد استخدامه أو محاولته استخدام مادة أو طريقة محظورة، بغض النظر عن نجاح أو فشل الاستخدام. ولا تترتب عقوبات تأديبية أو جنائية أو تعويضات في حال كان استخدام المواد أو الأساليب المحظورة يتماشى مع الحالات التي يُمنح فيها ترخيص لاستخدامها لأغراض علاجية. لذلك، يتعين على الرياضي إبلاغ طبيبه الشخصي، بالإضافة إلى الجهاز الطبي، بكافة الأدوية والمواد المكملة والإضافات الغذائية التي يستهلكها.

وبالرغم من أن استخدام الرياضي للمواد المنشطة يُعتبر جريمة تقع عليه وحده، إلا أن هذا لا ينفي وجود دور محتمل للأشخاص المحيطين بالرياضي في دفعه نحو ارتكاب هذا السلوك، سواء كانوا على دراية بتأثيرات المواد المحظورة أو قد يتسببون في تحريض الرياضي.

 وجدير بالذكر أن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» فيما يخص تعاطي لاعب كرة القدم للمنشطات، تؤكد أن العقوبة شخصية، وأن اللاعب هو من يتحمل نتيجة أفعاله وتوقع عليه العقوبة لشخصه، أما إذا كان هناك مجموعة كبيرة من اللاعبين ثبت تعاطيهم للمنشطات، وقتها ينظر فيفا للواقعة على أنها نهج جماعي، وقد يتخذ إجراءا رادعا في مواجهة النادي المخالف.

ومن ثم إذا ثبت تعاطي محمود بنتايك  للمنشطات سيتم عقابه شخصياً، ولا يؤثر على فوز الزمالك ببطولة  كأس السوبر الأفريقي.

وماذا عن آثار المسؤولية الجنائية
 عن تعاطي المنشطات الرياضية
– تنظم المنظمة المصرية  – المدونة العالمية – WADA – في المادتين التاسعة والعاشرة منها، وكذلك لوائح الاتحادات الرياضية بعضٍ من العقوبات الرياضية التي توقع على الرياضي في حاله انتهاكه للقواعد ويعتبر  عديم الاهلية الرياضية، والاستبعاد التلقائي للنتائج الفردية مع كافة الاثار الناجمة على ذلك وهي مصادره الميداليات والنقاط والجوائز، فضًلا عن بعض الجزاءات الأخرى مثل: الإيقاف المؤقت والغرامة المالية هذا من ناحية، حرمان الرياضي أو أي شخص مسؤول عن انتهاك قواعد مكافحه المنشطات من المشاركة في أي مسابقة او نشاط رياضي آخر أو التمويل لفتره محدده من الزمن، ويمكن فرض عقوبة عدم الاهلية لمده تصل إلى سنتين على أن يتم ذلك في حالات محددة؛ نظرًا لإجازة الإعفاء عنها في ظروف استثنائية، إلا أن ذلك  لا يغير من حقيقة أن الرياضي لا يزال مسؤولًا عن انتهاك قواعد مكافحه المنشطات؛ ويقتصر أثر هذه الظروف على تحديد العقوبة فقط. ويجوز زيادة المدة عقوبة الأهلية في حال توافر الظروف المشددة، وبمكن تخفيف عقوبة مدة عدم الأهلية حسب عدد المرات المرتكبة للانتهاك.