محرر الأقباط متحدون
القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأنه وبعد مرور عام على العدوان على غزة نلحظ ان هنالك امعانا في سياسة التدمير والتنكيل والتهجير وكأن اسرائيل تريد تغيير واقع قطاع غزة وان تتحول الى مستعمرة يجولون ويصولون فيها كما يريدون .

ان ما يحدث حاليا في غزة لا يمكن ان يستوعبه عقل بشري حيث ان من يدفعون فاتورة هذه الحرب القذرة انما هم المدنيون وخاصة شريحة الاطفال.

سنبقى ننادي بوقف الحرب في غزة وفي لبنان فنحن لسنا دعاة حروب ولا نؤمن بالحروب بل ننادي دوما باحترام الكرامة والحرية الانسانية والفلسطينيون يستحقون ان يعيشوا بحرية وسلام في وطنهم كما ان الشعب اللبناني الشقيق يستحق ان يعيش بسلام واستقرار في بلدهم الجميل .

يبدو ان ما نمر به في هذه الاوقات يندرج في اطار برنامج هدفه احداث ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد ، انهم يريدون شرق اوسط جديد تتم فيه تصفية القضية الفلسطينية وانهاءها بشكل كلي وانهم يريدون شرق اوسط جديد راضخ للسياسات الامريكية والاسرائيلية وهذا المشروع لن ينجح ولن يكون هنالك شرق اوسط جديد بدون فلسطين ولا يحق لاي جهة في هذا العالم ان تشطب وجود فلسطين وشعبها المظلوم الذي تعرض لكمٍ هائل من النكبات والنكسات وصولا الى كارثة غزة ويحق لهذا الشعب ان ينعم بحياة افضل في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس .

لن يكون هنالك شرق اوسط جديد حسب المقاس الاسرائيلي والامريكي فالشرق الاوسط الجديد سوف يكون عنوانه فلسطين الحرة وشعبها الحر الابي الذي يعشق الحياة والكرامة وجذوره عميقة في تربة هذه الارض المقدسة .

نعيش اوضاعا كارثية مأساوية ولكن هذا الحال لن يبقى ولن يستديم وانا من اولئك المتفائلين ان فجر الحرية ات لا محالة ومهما سعى الاعداء لتصفية القضية وشطب وجود فلسطين من على الخارطة فان فلسطين باقية وشعبها موجود رغما عن كل المشاريع الاستعمارية الهادفة لتصفية هذه القضية والتي هي انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .

لا يجوز لنا ان نقلل او ان نستهين مما تعرض له شعبنا في غزة فشهداءنا ليسوا ارقاما ودماء شعبنا المسفوك هناك ليست جزءا من فيلم دراماتيكي بل هي واقع يعيشه ابناء شعبنا في القطاع الحبيب .

لا يجوز الاستهانة بما تعرض له شعبنا من كوارث ومآسي في غزة وكان الله في عون هذا الشعب المحاصر والمنكوب والمكلوم ولكن يجب ان نعرف بأن كل هذه التضحيات الجسيمة لن تذهب هدرا وثمرتها ستكون الحرية .

كفانا حروبا ودماء وآلاما واحزانا وآن لشعبنا ان ينعم بحياة افضل وان يعيش بحرية في وطنه بعيدا عن الحروب والاحتلال والممارسات الظالمة التي ازدادت وتيرتها في الاونة الاخيرة.