كتب: يوساب سعدي
يعيش قطاع غزة منذ عقود تحت وطأة صراعات مستمرة، ولكن الحرب الأخيرة التي مر عليها عام كامل تركت آثاراً مدمرة لم يشهدها القطاع من قبل. هذه الحرب التي إندلعت في 7 أكتوبر 2023 بين حماس وإسرائيل كانت بمثابة تصعيد غير مسبوق في العنف، وبحلول اليوم فقد مر 365 يوماً من العذاب والمعاناة والمرض والجوع وإلى آخره من الأوجاع على قطاع غزة ، الحرب التي تعمدت فيها حماس توريط غزة مع كيان لا يعرف الرحمة أو الإنسانية ، كيان قوي ومسلح يحظى بدعم أكبر دول العالم ويجد تعاطفًا من بعض الدول الأخرى. كيان الإحتلال الإسرائيلي، كما تصفه الميليشيات الإسلامية في المنطقة، والذي يسعى منذ عقود لترسيخ جذوره وإقامة دولة له في الشرق الأوسط، متجاهلاً ما عاناه من ويلات في الحرب العالمية الثانية، فعاد ليفعل في غزة ما فُعل به في الماضي دون أي رحمة او إنسانية ، الكيان الذي يخطط إلى توسيع رقعة أرضه وتثبيت أقدامه لكي تتحقق النبؤات بإقامة دولة إسرائيلية لمده 1000 عام ، فالذي حدث يوم 7 أكتوبر من قِبل حماس كان نكسة مدبرة من مليشيات إرهابية لتنتهي دولة فلسطين وتُقام دولة إسرائيل إلى الأبد تحت مرأي ومسمع دول العالم العربية والغربية علاوة على أن ما خلفته الحرب في يومها
ال 365 هو مقتل ما يزيد عن 42,000 شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ وما يزيد عن 87,800 ألف من الجرحى والمصابين والمرضى بأمراض وأوبئة مزمنة لا يستطيعو علاجها أو يعرفون إلى أين يذهبون لينجو من هذه الأمراض التي تفتك بأجسادهم كما أن المجاعة تخطت كل التصورات الغير انسانية فأصبح أهل غزة ياكلون أوراق الأشجار منذ أشهر عديدة مضت ، فلا يوجد طعام ولا يوجد كساء ولا يوجد دواء وتتفاقم الأزمة مع دخول فصل الشتاء ببرودتة القاسية التي سيرونها للعام الثاني دون أي منقذ لهم من خطر الشتاء أو خطر العدو
بالإضافة إلى أطنان الأنقاض من الركام والتي قدرتها الأمم المتحدة ب 42 مليون طن وهذا ما يعادل 14% مثل كمية الأنقاض المتراكمة في غزة بين 2008 و بداية الحرب قبل عام ، كما أنه لو تراكمت هذه الكمية فقد تملأ الهرم الأكبر في الجيزة أحد أكبر أهرامات مصر 11 مرة وهي تزداد يومياً نتيجة الضربات المستمرة، بالإضافة إلى أن توسيع رقعة الصراع بين إسرائيل وحماس وحسب الله والحوثيين هو زعزعة لإستقرار ودمار لكل المنطقة ماعدا إسرائيل لأن التاريخ يذكرنا أن لا تستطيع دولة بها ميليشيات وانقسامات وتفككات بقدرات تكاد تكون معدومة أن تواجه قوة كإسرائيل تدعمها قوة عظمي كالولايات المتحدة وتستطيع في النهاية أن تهزمها
وفي النهاية لا أحد يستفيد من هذة الحرب العبثية سوى إسرائيل لأنها تعرف جيدا ماذا تفعل وكيف تُنهي الحرب ولو أرادت إسرائيل إنهاء الحرب منذ أول يوم لفعلت ذلك ولكنها لا يفرق معها إلا مصالحها وأمالها في قتل المزيد والمزيد من الفلسطينيين لكي لا يكون لهم وجود في التاريخ أو على الخريطة منعاً لتهديد مصالحها والضغط عليها من قبل دول العالم ولو كان الأمر متروكاً في يد الشعب الفلسطيني أو الشعب اللبناني لأنهاء هذا الكابوس الذي دمر منطقة بالكامل وأنها حياة وأحلام الكثيرين لأنهو هذه الحرب على الفور قبل إنهاك المزيد من الأرواح من البشر دون فائدة فبعد عام من الصراع المستمر، لا تزال غزة تعيش تحت وطأة الدمار والحصار، بينما يستمر العالم في متابعة هذا المشهد المؤلم دون إتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء المعاناة. تظل الأوضاع في غزة مأساوية، ومع ذلك يبقى الأمل في أن يتمكن الشعب الفلسطيني من إستعادة حقوقه وإنهاء هذا الكابوس الذي طال أمده.