القمص يوحنا نصيف
أوّلاً: القديس مار أفرام السرياني:
هو كان يعمل معجزات في الشوارع، فصنع معجزات أعظم عندما دخل بيت الفرّيسي عن التي صنعها في الخارج؛
في الشوارع كان يشفي الأجساد المريضة، أمّا في الداخل فقد شفى النفوس المريضة.
في الخارج أعطى الحياة لموت لعازر، أمّا في الداخل فقد أعطى الحياة لموت المرأة الخاطئة.
كما استعاد النفس الحيّة للجسد الميّت بعد أن فارقته، هكذا طرد بعيدًا الخطيّة المُميتة التي كانت تسكن في امرأة خاطئة..
المرأة من خلال حبّها، كشفَت على الملأ الدموع التي كانت مَخفِيّة في أعماق عينيها، والربّ لسبب شجاعتها كشف على الملأ الأفكار التي كانت مُخفاة في الفرّيسي!
ثانيًا: القدّيس أمبروسيوس:
دموع محبّتنا لا تستطيع فقط أن تغسل خطايانا، وإنّما تغسل وتُهيِّئ أيضًا خطوات الكلمة الإلهيّة، لتُثمِر خطواته فينا!
إنّها دموع نافعة ليس فقط تَكفُل قيام الخُطاة، وإنّما هي غذاء الصدّيقين.
بارٌ هو الإنسان القائل: "صارت لي دموعي خُبزًا" (مز41: 4).
إن كنتَ لا تستطيع الاقتراب من رأس المسيح، اِلمس قدميه برأسك.
ثالثًا: القدّيس أغسطينوس:
جلس سيّد الاتضاع في منزل فرّيسي متكبر يُدعَى سمعان، وبالرغم من جلوسه في منزله، لم يكُن في قلبه مكان يسند (ابن الإنسان) فيه رأسه (لو9: 57).
انطلقت المرأة الخاطئة إلى الوليمة بدون دعوة، إذ كان الطبيب على المائدة، وبجرأة مقدّسة سألته الصِّحّة.
لقد عرفت جيِّدًا قسوة ما تعانيه من المرض، كما أدركَت أنّ الذي تأتي إليه قادر أن يهبها الصحّة، لذا انطلقَت في الطريق بقوّة.
اقتربَتْ، لا إلى رأس الربّ بل إلى قدميه، هذه التي سلكت في الشرّ زمانًا تطلب (عن طريق قدميه) خطوات البِرّ!
رابعًا: القدّيس كيرلّس السكندري:
بسبب أنّ الابن الوحيد أخضَعَ نفسه للإخلاء، وتجسَّدَ وصار إنسانًا، فقد تلاشى الخطاة. لم يعُد هناك خطاة لأنّ سُكّان الأرض قد تبرّروا بالإيمان، وقد غَسَلوا أدناس خطيّتهم بالمعموديّة، وقد صاروا شركاء الروح القدس، وخرجوا من تحت يد العدو، وبعد أن كانوا تحت سيطرة الشياطين، صاروا يسكنون تحت سلطان المسيح.
عطايا المسيح ترفع الناس إلى رجاء طال انتظاره، وإلى فرحٍ عظيم جدًّا، فالمرأة التي مُذنِبة بنجاسات كثيرة.. تبرّرَت، لكي يكون لنا نحن أيضًا ثِقة أنّ المسيح سيرحمنا نحن أيضًا بالتأكيد، حينما يرانا مُسرعين إليه، وساعين أن نهرب من شِراك الشرّ. دعونا نسكب دموع التوبة، هيّا بنا ندهنه بالطيب، لأنّ دموع الذي يتوب هي رائحة طيّبة لله.
لا تنزعج حينما تفكِّر في عِظَم خطاياك السابقة، بل بالحريّ اعلم أنّ نعمة الله، التي تبرِّر الخاطئ وتفكّ الشرّير، هي أعظم (من خطاياك).