ياسر أيوب
فى حكاية لا تخلو من مفاجآت ومفارقات وتناقضات.. تقدم النائب هانى خضر بمجلس النواب منذ ثلاثة أيام بطلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزير الرياضة بشأن تدهور أحوال الجودو فى مصر.. وفى اليوم التالى وفى بطولة العالم للشباب فى طاجيكستان، فازت صفا سليمان بميدالية البرونز كأول ميدالية نسائية فى تاريخ الجودو المصرى.. وقبل ذلك كله كانت وزارة الشباب والرياضة قد استبعدت نادى مليج بالمنوفية باعتباره لا يستحق عضوية اتحاد الجودو ثم اختارت الوزارة صفا سليمان لاعبة نفس النادى ضمن المشروع القومى للجودو.. وحين خاض نادى مليج مع أندية أخرى معركة قضائية بحثا عن الحق فى عضوية الجمعية العمومية لاتحاد الجودو.. لم يتضامن مع نادى مليج إلا قليلون منهم النائب هانى خضر لكن حين فازت صفا بميدالية البرونز أصبح لنفس هذا النادى الآن أنصار كثيرون يشيدون بهذا النادى وما قدمه وسيقدمه للجودو المصرى.. ووسط ذلك كله لا بد من التوقف أولا أمام هذه البطلة المصرية الجديدة التى فازت فى أغسطس الماضى بميدالية الذهب فى بطولة إفريقيا للجودو للشباب والناشئين.. وكانت الميدالية الذهبية الوحيدة لمصر فى هذه البطولة وبها قادت صفا سليمان منتخب شابات مصر للمركز الأول.. واحتراما لموهبتها والتزامها وإصرارها تم ضمها للمنتخب الأول للسيدات واختارتها الوزارة من اللاعبات المرشحات للفوز بميداليات فى لوس أنجلوس ٢٠٢٨.. وفى بطولة العالم التى انتهت أمس الأول فى طاجيكستان.. فازت صفا فى البداية على بطلة الصين ثم البرازيل ثم اليابان لتخسر قبل النهائى أمام بطلة فرنسا وتعود وتفوز بميدالية البرونز.. وغير صفا التى قدمها نادى مليج لمصر تبقى حكاية هذا النادى وأندية أخرى أعادها القضاء الإدارى فى ديسمبر الماضى لعضوية اتحاد الجودو.. جمعيات عمومية لمختلف الاتحادات حافلة بالحسابات الانتخابية والمجاملات.. فوضى رياضية وإدارية وانتخابية بلا أى ضوابط ومعايير واضحة، لا بد أن تتحول قبل الانتخابات المقبلة لنظام عادل ودائم لا تنقصه النزاهة والشفافية ولا يتغير وفقا لمصالح وهوى أى إدارة لأى اتحاد..

ولا يعنى فوز صفا بميداليتها العالمية نسيان أو إهمال طلب الإحاطة الذى تقدم به النائب هانى خضر الذى لا أعرفه شخصيا لكننى أشكره لأنه أعاد تذكير الناس بما جرى قبل وأثناء وبعد دورة باريس الأوليمبية الماضية.. فلم يعد أحد يتحدث عن مبالغ مالية ضخمة جرى إنفاقها أو إهدارها نتيجة سوء تخطيط وإعداد.. وهذا بالضبط ما يجب التركيز عليه لأن لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان أو حتى البرلمان كله لا يملك حق محاسبة أى اتحاد على خسارة وميدالية لم تأت.. فالنتائج تبقى قضية رياضية فقط لكن يبقى للبرلمان فقط حق المحاسبة المالية
والإدارية أيضًا.
نقلا عن المصرى اليوم