بقلم: نادر فوزي
ما يحدث في مصر الآن أو ما كان يُسمَّى بـ"مصر" يُنذر بحربٍ أهلية قادمة لا مفر منها.. ليس فقط بسبب دستور العوار، والذى بمقتضاه كما صرَّح "البرهامي"، أمس، أنه سيتيح لهم "الحسبة"، وإنشاء "جماعات الأمر بالمعروف" رسميًّا، وليس بسبب الاعتداء على المستشار "الزند" من قِبل "خرفان الإخوان"، وحلفائهم في غزة؛ سبب المصايب للشعب المصري، منذ عام 1948، ولكن لأن الشعب المصرى قد انقسم فعليًّا، ولا مجال للتوافق مرة أخرى، ووصل الأمر أن إرهابي مبجل- لأن الآن الإرهابيين كلهم مبجلون في مصر- صرَّح بأن مصر ستقسم لمحافظات مؤمنة، ومحافظات كافرة، وأن سياسة التهجير لابد منها لمَن يريد أن يعيش في المحافظات المؤمنة، وطبعًا لم يتم القبض عليه بتهمة الدعوة لتقسيم مصر، كما حدث مع أقباط المهجر.. كما صرَّحت القاعدة أن مصر ستُعلن إمارة إسلامية قريبًّا..
لا أحد يصدق أن مِصر بلد الحضارة والنيل والأهرمات، وصل بها الحال للتدني لهذه الدرجة، والكاسب الوحيد هو إسرائيل وحلفاؤها، سواء قطر أو امريكا؛ لأن بدمار مصر، ستنتهي أكذوبة الدول العربية المتحدة، والحلم العربي الكاذب.. وستذهب سيناء للإرهابيين الحماسيين في غزة، جناح الإخوان العسكري، وستقسم مصر من الداخل إلى دويلات، وكل جماعة إسلامية تأخذ ولاية أو إماره.. ثم ينقلبون على بعضهم كعادة الإسلاميين، ويكفِّرون بعضهم البعض، وتدور بينهم دوائر الحرب.
ويقف بينهم حائرون ما يسمون بـ"العلمانيين"، وهما أكثر من 85% من الشعب المصري المعتدل المتسامح، لا حول لهم ولا قوة.. متمسكين بمباديء مهترئة من التعامل بسلمية مع إرهابيين لا يُجيدون فن الحوار، ولكنهم يجيدون فن القتل والدم!
لقد كتبتُ منذ الأيام الأولى من الثورة عن ما هو الطرف الثالث، وقلت إنهم الإخوان والجماعات الفلسطينية الإرهابية، والآن تأكد كل مَن هاجموني أني كنتُ على حق فيما قلته، وأن مَن قتل المتظاهرين، وحرق أقسام الشرطة، وفتح السجون، كانوا "خرفان الإخوان"، بالاشتراك مع "تيوس حماس"؛ لخلق حالة من الفوضى، وأن "زعيم العصابة" هو "خيرت الشاطر"، مؤسس مليشيات "الخرفان الإسلامية"!
والآن الحل الوحيد لدى الشعب المصري في ظل عجز الشرطة، وتواطيء الجيش، هو اللجوء لنفس أسلوب الجماعات الإرهابية وهو تكوين ميليشيات مسلحة، وتدريب الشباب على حمل السلاح؛ لأنه سيأتي اليوم، وسريعًا أكثر مما نتصور، ونجد أنفسنا أمام ميليشيات مسلحة إرهابية، تحاول فرض سياسة الإرهاب على كل مصر، ولا ننسى ما قيل أول أمس عن ضبط حارس الشاطر، وهو يحمل سلاحًا، وضبط على "هافته المحمول"، رسائل بخصوص تهريب الأسلحة، وتخزينها في مناطق عديدة في محافظات مصر..
كما أنه مازال ماثلاً في الأذهان ما فعله "الخرفان" في متظاهري الاتحادية من ضرب وسحل وقتل.. وأقول للإقباط إنها فرصتكم الآخيرة للدفاع عن بلدكم أولاً، وعن نفسكم ثانيًا.. فالإسلاميون سيطبقون التطهير العرقي، وسيطردونكم خارج مصر، ولا مجال للحديث عن أن المسيحيين لا يحملون سلاحًا.. سنحمل السلاح ليس للعدوان، ولكن للدفاع عن أنفسنا، وتذكروا ما أقول الآن، واللهم اني بلغت فاشهد!